ما كادت تداعيات حادثة الإسكندرية الإرهابية تهدأ تدريجيا حتي وقعت حادثة إرهابية أخري داخل قطار سمالوط راح ضحيتها أيضا مواطنون ابرياء حتي ارتفعت أصوات تتحدث عن الفتنة الطائفية ومحاولة قتل المسيحيين في إطار مسلسل مكرر ومعاد إلي درجة الملل يتحدث عن اضطهاد المسيحيين في مصر.. وعلي الرغم من الاختلاف الكبير بين الحادثتين سواء من حيث التخطيط أو التنفيذ أو الزمان والمكان إلا أن هناك من يحاول التربص بأمن مصر ووحدتها سواء في الداخل أو الخارج. وتثبت هذه الحوادث الإرهابية أن المصريين لديهم من الوعي الفطري وصلابة المعدن الأصيل ما يجعل هذه المحاولات اليائسة تبوء بالفشل الذريع وتتحطم أمام المواطن المصري. وفي نفس الوقت حاول البعض النيل من سمعة مصر التي تنعم بالأمن والاستقرار وتسير فيها خطط التنمية والاستثمار بشكل ايجابي وفقا لدراسات ومجهودات تستهدف رفع مستوي معيشة المواطنين وحل المشكلات التي يعانون منها وفي مقدمتها مشكلة البطالة وإصلاح التعليم والصحة والخدمات الأساسية. وأنجزت الحكومة الكثير في هذه المجالات وشعر بها المواطن في انحاء البلاد وكانت توجيهات الرئيس مبارك دائما للحكومة بالاهتمام بمحدودي الدخل وتحقيق العدالة الاجتماعية .وكان من الطبيعي ان يسعي الإرهابيون ومن يحركونهم إلي محاولة زعزعة أمن مصر واستقرارها حتي يوقفوا هذه المسيرة الناجحة وتتعطل الاستثمارات الجديدة بما تحمله من آلاف فرص العمل للشباب وضخ موارد جديدة في شرايين الاقتصاد المصري. وفي هذا السياق جاءت الحادثة الإرهابية في الإسكندرية وعلي الرغم من بشاعتها وقوة التدمير الناجمة عنها وسقوط الضحايا وتناثر الأشلاء والجهود المضنية التي تقوم بها اجهزة الأمن لكشف غموض الحادث والوصول لمرتكبيه إلا أن وقفة المصريين. علي الرغم من موجات الغضب المشروعة لأهالي الضحايا والمصابين. كانت بردا وسلاما وادرك الجميع أننا في قارب واحد وان الإرهاب هو الإرهاب لن يفرق بين مسلم ومسيحي لانه يستهدف الوطن بالدرجة الأولي وأن اختلفت اساليبه ووسائله ومخططاته.. وكانت هذه الوقفة الموحدة لأبناء مصر الرد القوي علي الإرهابيين ومن يحركونهم وأخرست ألسنة من يحاولون انتهاز الفرصة للتربص بالوطن وبث سمومهم.. فالمصاب مصابنا جميعا والضحايا والمصابون مصريون والجميع يتخيلون ماذا لو كان احدهم قد تصادف وجوده في هذا المكان وفي تلك اللحظة التي انفجرت فيها عبوة الغدر والخسة. نعم وقف المصريون جميعا ضد الإرهاب واعلنوا رفضهم للمحاولات اليائسة التي تستهدف وطنهم.. وجاءت حادثة سمالوط ومازالت جراح حادثة الإسكندرية لم تلتئم بعد وعلي الرغم من الفارق الكبير بين الحادثتين في الاسلوب والأهداف الا ان البعض حاول للأسف الشديد أن يستثمرها لحاجة في نفس يعقوب ورأينا مظاهرات غاضبة تخرج في الصعيد وفي منطقة الدويقة بالقاهرة إلا أن أهدافها خابت ايضا أمام وعي وادراك المصريين لتظل مصر محروسة بإذن الله مهما حاول المشككون والإرهابيون النيل منها وعلي الفور كان القرار الصائب للمستشار عبدالمجيد محمود النائب العام باحالة مرتكب حادث سمالوط إلي محكمة امن الدولة العليا طواريء لينال الجزاء العادل لما اقترفت يداه من قتل ارواح بريئة بدون ذنب إلا انها تصادف وجودها في قطار لحظة اطلاقة الرصاص عليها.