أمنيتي أن اعود لمنزلي قبل أن يدركني القدر كانت هذه آخر كلمات الرئيس مبارك تعليقا علي قرار المحكمة إخلاء سبيله في قضية مقتل المتظاهرين. في مايو القادم يبلغ مبارك عامه التسعين.. فهل نتركه ومعنا الإعلام يعيش في سلام حتي يدركه القدر كما تمني!! من حقه أن يعيش في سلام.. لقد خدم مصر 65 عاما نصفها في جيشها وشارك في كل حروبها وحقق اعظم انتصاراتها في أكتوبر! والنصف الآخر رئيسا لها!! لقد تعرض بعد تخليه عن الحكم لأسوأ أنواع الاتهامات.. كان في استطاعته ان يهرب ويترك مصر كما فعل آخرون من القادة العرب ولكنه كقائد عسكري مصري رفض الهروب فهو ليس متهما لقد خدم مصر 65 عاما! ليس من حق أحد من النشطاء أو الاخوان أو غيرهم من الناصريين أن يتهموه.. وقد تبين لنا جميعا كيف تم التخطيط في يناير لإسقاط مصر كلها وليس مبارك فقط.. وكيف كسروا السجون.. وحرقوا أقسام الشرطة والمباني الخدمية! ولنترك كل ما حدث خلالها للتاريخ وللمؤرخين! وان كانت ثورة أو مؤامرة! في بداية أحداث يناير.. اتهم هيكل مبارك بأنه قام بتهريب 70 ملياراً وعندما استدعت النيابة هيكل لسؤاله عن مصدر معلوماته.. قال إنها جريدة جزائرية! فسكت وكيل النيابة وعاتب هيكل قائلا: معقول وأنت كاتب كبير تروج لهذه المعلومات وتكون مصادرك مجرد خبر صغير في جريدة!! وهكذا كل الاتهامات التي لاحقته! والآن وقد أصبح ملكا للتاريخ فعلينا أن نتركه ليحكم له أو عليه! أما نحن الذين عشنا زمن مبارك فعلينا ان نعترف بأن مصر التي تسلمها مبارك.. ليست هي التي تركها وأنه لم يتركها أبدا خرابة! اذهب لاي شاطئ لتري القري السياحية أو للصحراء لتري المدن الصناعية والاسكانية.. أو حتي انزل تحت الأرض لتري مترو الانفاق. اتركوا مبارك للتاريخ.. وليكن بيننا ليس رجلا رشيدا واحدا.. وانما مليون رجل رشيد يقولوا عيب.. وكفي!!