تنتظر جماهير الاهلي بلهفة ان تري فريقها الاحمر في ثوبه الجديد مع البرتغالي مانويل جوزيه في جولته الثالثة والذي كانت له تأكيدات واضحة واخري خفية وراء كلمات كانت ذات مغزي كبير مثل »كبر سن اللاعبين، الاهلي والمنتخب، الجماهير، الزمالك، مساعديه، الصبر وصفحة جديدة، وكتاب مفتوح، اسلحة، ودروع، وحرب«.. وبنظرة تحليلية كانت هناك قراءات مهمة في تصريحات جوزيه.. خاصة وان جوزيه يضع تاريخه مع الاهلي في مقامرة هذه المرة إما ان يحقق آمال الجماهير التي تعلقها عليه والتي كانت وراء الاستقبال الاكثر من رائع في المطار عند وصوله او يلقي بكل هذا التاريخ ويخرج خاسرا كل شئ في حال فشله في مهمته الثالثة. المنتخب حرص جوزيه علي ان يؤكد ان الاهلي مؤثر قوي للغاية ان لم يكن مؤثرا رئيسيا في اداء المنتخب عندما بشر بأن عودة لاعبي الاهلي لسابق عهدهم سيكون فألا حسناً ليس علي الاهلي فقط وانما ايضا علي المنتخب الوطني في احراز البطولات علي كل المستويات لان لاعبي الاهلي هم الاجدر في مصر برغم كبر سنهم، لان كبر السن يعني خبرة وليس بعجز. الجمهور من يعرف جوزيه عن قرب يتفهم بالطبع انه ذكي للغاية، ومن خلال استخدامه لهذا الذكاء وبسنوات خبرته ومعرفته بطبيعة الشعب المصري، يتفهم جيدا ان جمهور الاهلي الاكبر افريقيا وعربيا بل وربما عالميا هم في ذات الوقت رأس حربته ودرعه الذي يحميه.. ولهذا ركز جوزيه بشكل تام منذ اعلن بشكل رسمي عن عودته للاهلي في مخاطبة ود الجماهير، واللعب علي اوتار عاطفة جماهير الاهلي الفياضة تجاه ناديهم، وحبهم الجارف له، وقلقهم المتزايد عليه من فقدان بطولة الدوري العام، والتي يحملها الاهلي للعام السادس علي التوالي. ومع فطنة جوزيه وذكائه الكبير كان كل خطابه موجها ومن اللحظة الاولي لجماهير الاهلي حيث اعاد اكثر من مرة استخدام جملة »نحن في البرتغال دائما ننتظر عودة الابن الشاطر والناجح لبيته مهما طالت فترة غيابه وانا عدت لبلدي التي عشت فيها افضل لحظات حياتي والتي انجزت فيها الكثير والكثير مع اللاعبين«. لم يكتف ان يكون جمهور الاهلي حربته التي يستخدمها في حربه الكروية - كما وصفها - او درعه ضد اي انتقادات من القنوات الفضائية التي يتوقع ان تجند له في كل مباراة فريق تصوير يرصد انفاسه برغم ان هذا لم يحدث ولا يحدث مع اي مدير فني آخر في الدوري، كما وجد للجمهور استخداما آخر ليكون هذه المرة دواء للحالة المعنوية السيئة التي لمس اللاعبين عليها ولهذا طالب الجمهور بالوقوف خلف الفريق ليعود من جديد. اللاعبون صدم جوزيه - وبقوة - من حجم التخريب الحادث في نفسيات اللاعبين، واعترف الرجل بأنه لمس بنفسه حجم التراجع الفظيع في الروح المعنوية ولانه جراح ماهر وطبيب بارع في قراءة الشخصيات والنفسيات فقد بدأ فورا في علاج هذا الجانب الخطير من القصور والذي قد يضيع عمله مهما اجتهد هو وجهازه المعاون، ولذلك كانت اهم روشتة في العلاج حرص جوزيه علي توضيحها انه يتحمل اي فشل او اخطاء قد تظهر علي الفريق، وانه حتي عدم تنفيذ اللاعبين لخطة اللعب فإن القصور فيه له هو وليس في الجهاز او اللاعبين. ثاني دواء في الروشتة وضعه جوزيه كان هو انتقادات الكثيرين لكبر سن لاعبي الاهلي الذي اعترف به جوزيه ولكنه ايضا رأي ان كبر السن وسنوات العمر لن توقف العبقرية والتفكير السليم او ان تصيبه بالعجز واعطي مثالا لذلك ببركات وابو تريكه ووائل جمعة واحمد حسن افضل لاعبي مصر مؤكدا علي ان هؤلاء سوف يؤكدون انهم مازالوا الافضل في مصر وإلا فلماذا يختارون في المنتخب مشيرا الي ان هؤلاء هم من حققوا افضل الانجازات طوال الفترة الماضية. وحرص البرتغالي علي طمأنة الكل انه قادم لبناء فريق جديد من الكبار والصغار، ولعلمه بأن القماشة الموجودة حاليا هي الباقية حتي نهاية الموسم، فقد نفي تماما حدوث اي تغيير فيها، أو رغبته في ضم لاعبين من الخارج أمثال الذين تتردد اسماؤهم مثل: وليد سليمان وحسني عبدربه وعبدالله السعيد مؤكدا انه يعلم جيدا ان خزينة الأهلي لا توجد بها المال الكافي، هذا من ناحية، وثانيا لأن الأهلي لديه اللاعبون الذي نحتاجهم في هذه المراكز مثل عاشور وإينو وشهاب الذي سيكون من أفضل اللاعبين في مصر وأفريقيا كما يقول جوزيه. ذكريات كانت أهم قضية عند جوزيه هي علاقاته الشائكة مع بعض اللاعبين في الفريق مثل محمد شوقي وأحمد حسن ومحمد فضل ومدي تخوف هؤلاء اللاعبين من عودة جوزيه، لم يدفن جوزيه رأسه في الرمال، وأكد انه اجتمع مع محمد شوقي وسأله: »أين شوقي الذي نعرفه؟.. أنا نسيت الماضي.. وأنا انتظر عودته، لأن الأفضل سيشارك، ولكن أيضا من يريد الرحيل لن نتمسك به«. أما عن احمد حسن فقال انه يعلم انه من اللاعبين الجيدين، وعلي اللاعبين الكبار في الفريق مساعدته في المرحلة القادمة الحساسة، فهو يمتلك من الخبرات الكثير، والسن عنده لا يمثل مشكلة وإنما الأهم التفكير ومرونة العقل. الزمالك ولعب جوزيه علي أهم أوتار الجماهير عاطفة وحماساً وهو الزمالك، حيث وضع اسم الزمالك في أكثر من موضع في البداية والوسط والنهاية، حيث ركز علي طمأنة الجمهور وعشاق الأحمر بأن فارق الست نقاط ليس بالصعب أبدا، مؤكدا ان هناك دورا ثاني كاملا، مشيرا إلي ان الزمالك احتاج لبناء فريق 6 سنوات وأنه لم يفز بالدوري من 7 سنوات.. وكشف مخططه بأنه سيواجه الزمالك بقوة. وخفف جوزيه الوتيرة بتحية حسام وابراهيم حسن مؤكدا علي احترامه للزمالك، ولكن الزمالك في رأيه شيكابالا وإذا راقبت الفرق شيكابالا سيقف الفريق كله. ثم ضغط جوزيه بقوة علي منافس الأهلي ليرضي الجمهور الأحمر بتذكير الجميع بالفوز الاسطوري 6/1 وهو ما جعل الكل يصفق له. الفشل جوزيه لم ينس ان ينفي ما يردده البعض بأنه فشل مع اتحاد جدة السعودي أو المنتخب الأنجولي.. كما نفي تماما ان تكون الإدارة قد عارضته في تشكيلة الجهاز الفني الحالي الذي يضم مساعدين برتغاليين بجانب ثالث ارجنتيني باعتبار هذا حقاً لأي مدير فني في عالم الكرة وهو ما يحدث في كل الأندية المصرية فلماذا انكار هذا الحق له، أما في قضية الفشل فإعادة قراءة الأحداث نقول انه صعد مع منتخب انجولا الذي بلا تاريخ للدور الثاني وخرج أمام غانا صاحبة المركز الثاني في كاس الامم الاخيرة اما ما حدث مع اتحاد جده فكان بدأ بقوة وتصدر الدوري قبل ان تحدث تدخلات اوقفت انتصارات الفريق لذلك فضل الاستقالة خاصة انه لم يخسر اي مباراة. الفلوس ربما يحظي جوزيه هذه المرة بحصانة من اتهام تعرض له في الجولتين السابقتين وهو المرتب الكبير فقد دأب الكثيرون علي انتقاد مرتبه واعتبار أن ما يحصل عليه مغالي فيه ولكن ربما تختلف اللهجة الان خاصة وان منتقديه في وسائل الاعلام وخاصة الفضائية يحصلون علي مرتبات فلكية ايضا مما يخفف الهجوم عليه في هذه النقطة.