ما الذي يمكن أن تفعله فيك أغنية مفضلة سمعتها صدفة ؟، كيف يقلب لحن وصوت مطرب أومغني قديم تاريخك في لحظة ؟، كيف تعيد كلمات أغنية في غمضة عين سحر الحكاية؟، اوتجعلك تعيد قراءة فصل كامل من رواية طواها النسيان؟! يحدث بالفعل كثيرا، أن تكون مشغولا في المطبخ تعد فنجانا من القهوة أوالشاي، أومشغول بعمل صنف جديد من الحلويات، أوجالسا تشاهد فيلما أبيض وأسود، ثم تأتي أغنية تقطع عليك تسلسل أحداث القصة التي شرعت بكل حواسك في متابعتها، وتأخذك بعيدا عن حالتك الطيبة الهادئة التي كنت عليها. الاغاني جزء من وجدانا بل هي وجدان للشعوب بأكملها، ويقول البعض إذا لم تكن لديك أغنية مفضلة، اختار لك أغنية، لأن موسيقاها هي التي تدندن بها بينك وبين نفسك في لحظات مواجهتك مع ذاتك. في لحظات الأحزان والأفراح والأعياد تمثل الأغنية البهجة والروعة والحب والذكريات أيا كانت حزينة أومفرحة، كانت فيروز تشدوبأغنية »واهديتني وردة فرجيتا لأصحابي، خبيتا بكتابي زرعتا ع المخدة، واهديتك مزهرية لكن بتداريها، ولا تعتني فيها تا ضاعت الهدية» هذا الحب العذري الذي يسكن في الوجدان ويعيش ساكنا بلا صوت يوقظه إحساس آخر في أغنية ثانية » حبيبتك تنسيت النوم، يا خوفي تنساني » ثم تحلق بك في كلمات »طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان، بدي ارجع بنت صغيرة ع سطح الجيران، وينساني الزمان علي سطح الجيران» وفي أمل أيه في أمل، أوقات بيطلع من ملل، وأوقات بيرجع من شيء حنين، ساعة كاملة من أغاني فيروز قلبت تاريخي، عشت فيها طفولة وشباب ونضج وكل مراحل البهجة والافتقاد والفرح، والخوف والقلق، الأغاني المفضلة تقربنا من أنفسنا في لحظة، لأنها تقربنا من عوالمنا الخاصة،التي لا تتعامل مع الواقع في صورته المنهكة للروح، أغنياتنا أحيانا تنشلنا من زمن المؤجلات الذاتية تحت سطوة الوقت والانشغالات والاحتياجات اليومية التي تسرق براءتنا وشبابنا وعمرنا.