لم يعد الكتاب الورقي يواجه الكتاب الإلكتروني وحده، أو الكتاب المزور الدخيل عليه، ولكنه صار يواجه ما هو أشرس من كل هؤلاء الاعداء، إنه يواجه غلاء الورق في ظل ارتفاع كبير في الأسعار، مما جعل كثيراً من صناع النشر يتراجعون عن إصدار كتب جديدة علي معرض الكتاب والبعض قرر خفض عدد العناوين حتي يتغلب علي هذا الغلاء الذي يهدد صناعة الكتاب. في ظل ارتفاع الأسعار وانخفاض سعر الجنيه المصري أمام الدولار بات الكتاب والصحف الورقية وكل ما ينتج من ورق مهدد بالانخفاض أو التوقف فيقول الناشر محمد رشاد صاحب الدار المصرية اللبنانية:∪ أنه كان يقدم 250 عنوانا علي معرض الكتاب واضطر أن يقدم 70 عنواناً فقط وهذا بالنسبة لدور النشر الكبيرة، هناك دور نشر صغيرة لن تقدم اكثر من خمسة عناوين او اقل أو تدخل المعرض بعناوين العام الماضي، وعلي جانب آخر الكتاب الذي تكلف مائة جنيه لا أستطيع بيعه بهذا السعر لأنه لن يباع مما يضطرنا إلي خفض السعر إلي 70 جنيه وبالتالي فهناك خسائر في أسعار الكتب، وعلي جانب آخر هناك بعض دور النشر الحكومية التي لديها رصيد من الكتب من الأعوام السابقة سوف تقدمها بأسعار زهيدة حتي يمكن للقاريء العادي شراء الكتب التي مضت عليها سنوات أما الكتب الجديدة والتي صدرت في موجة الغلاء من الصعب أن تجد قارئاً لها. تقول أميرة أبو المجد مديرة دار الشروق للنشر: ∩منذ ارتفاع سعر الورق والاحبار ونحن في حيرة في اجتماعات مستمرة لمواجهة مشكلة الكتاب وقد وضعنا بعض الحلول بالنسبة لإعادة طبع الكتب الأكثر مبيعا قللنا حجم الكتاب مع المحافظة علي شكله الجمالي، وإعادة النظر في توضيب الكتاب حيث لا تكون فراغات غير مستغلة بين الفصول، واهتمامنا بالكتاب الالكتروني سيكون أكثر بجانب الكتاب الورقي، نحن لدينا 600 كتاب الكتروني ولكن هناك من يفضل الورقي، في الفترة المقبلة سوف نحول عدداً اكبر إلي الكتاب المسموع والالكتروني للحفاظ علي وجود الكتاب فلا يوجد من يحمي الكتاب، وهناك تفكير في عرض الكتب الجديدة الكترونيا للشباب الجدد وإذا حققت نجاحا الكترونيا نفكر في طبعها ورقيا، إن مشكلة الورق والاحبار مشكلة وضعتنا في حيرة ولابد من إيجاد حلول للحفاظ علي صناعة النشر والكتاب. أما الناشر محمد صلاح صاحب دار نشر الدار يقول:∪ لقد ارتفع سعر الورق أربع مرات خلال شهرين إضافة إلي ارتفاع أسعار خامات الطباعة والعمالة مما أدي إلي ارتفاع سعر التكلفة بنسبة مخيفة في فترة وجيزة. بالنسبة لي كل كتاب تعاقدت علي إصداره سيكون له حق أدبي في عرضه بشكل مرض في السوق المصرية والعربية بداية من معرض الكتاب. لكن السؤال هنا بالنسبة لشريحة المتلقي أو القارئ ما مساحتها في المجتمع المصري وما قدرتها الشرائية؟ وماهي درجة اولويتها لشراء الكتاب؟ هل سعر الكتاب سيلائمها؟ كلها أسئلة تبحث عن إجابة والتي لن نعرفها إلا في معرض الكتاب القادم. ثانيا بالنسبة للمكتبات هل ستقبل ان يقلل الناشرون نسب الخصم لهم ليكون السعر اقل للمتلقي؟!..اتمني ان يتفهم الناشر والعارض لذلك لتقليل سعر الكتاب حتي يحافظوا علي هذه الشريحة القليلة والمهمة في المجتمع والتي نعمل جميعا لديها. هذه بعض معاناة ثلاث من دور النشر التي استطاعت أن تتغلب علي مشكلة الورق بصعوبة ولكن هناك عشرات من دور النشر المتعسرة التي ربما تواجه مواقف أصعب قد تؤدي بها إلي التوقف أو تخفيض العمالة وهذا يزيد من الاضرار الاقتصادية ولابد من تدخل الحكومة وإعادة تشغيل مصانع الورق وامدادها بالخامات اللازمة لمواجهة استيراد الورق والاحبار بالعملة الصعبة.