المنظومة بدأت من الفشل والفساد دقيق المطاحن سيئ للغاية.. ومخلوط بالتراب كشف عطية حماد رئيس شعبة المخابز عن عناصر ينتمون لجماعة الاخوان الارهابية يشغلون مواقع مهمة بوزارة التموين يصدرون حاليا أزمات الخبز للشارع من جديد، وأوضح أن جودة الرغيف المدعم سيئة، مبررا ذلك بوجود أتربة في الدقيق المدعم الموجود بالمطاحن الخاصة بالقطاع العام. وقال حماد في حواره ل »أخبار اليوم» ان منظومة الخبز الجديدة بدأت في التراجع، مبررا ذلك بعدم وجود قاعدة بيانات سليمة لمستحقي الدعم، كما ان المنظومة تم اختراقها باستخدام فلاشات لسحب كميات كبيرة من الدقيق وبيعها في السوق السوداء. وأكد ان هناك تلاعبا في بطاقات الخبز والتموين بإضافة إعداد وهمية للبطاقة من خلال موظف الشركة المنفذة الذي يعرف مداخل ومخارج النظام مما يهدر علي الدولة أموال الدعم ويستفيد منه الفاسدون..وإلي نص الحوار : • ما تقييمك لمنظومة الخبز الجديدة بعد مرور اكثر من عامين علي تطبيقها؟ - المنظومة مع الأسف الشديد بدأت تتدهور لعدم وجود قاعدة بيانات سليمة، وبعد مرور ما يقرب من عامين ونصف علي تطبيق المنظومة الدولة أصبحت تعاني ووزارة التموين أصبحت عاجزة عن تصحيح قاعدة البيانات وتم إهدار الكثير من المال العام، فضلا عن زيادة مخصصات الدعم في الموازنة العامة للدولة، وزيادة كميات القمح المطحون، بالرغم من إقرار منظومة نقاط الخبز، التي تكلف الدولة نحو 500 مليون جنيه شهريا. وكيف تم اهدار هذه المبالغ الكبيرة؟ - بعد تنفيذ المنظومة تم اختراقها والوزير السابق كان علي علم بوجود »فلاشة» تباع في الأسواق بحوالي 10 آلاف جنيه، وهذه الفلاشة تستطيع ان تدخل علي نظام الشركات العاملة في المنظومة والخاصة بالكارت الذكي، كما استغل ضعاف النفوس عدم تحديد حد أقصي لسحب الدقيق في المنظومة وقاموا بسحب معظم الأرصدة الموجودة داخل المطاحن لصالح أصحاب المخابز وباعوا الدقيق لحسابهم الشخصي. وكيف تمت مواجهة ذلك؟ - عندما تأكد د. خالد حنفي الوزير السابق من وجود هذه الفلاشات قام بعمل اجتماع طارئ لكل قيادات وزارة التموين وتقدمت غرفة اصحاب المخابز ببعض اسماء الأشخاص الذين يعملون في هذه المافيا وكانت مباحث التموين ترصد هؤلاء الأشخاص بدون أن يعلم أي فرد بذلك، وبالفعل تم ضبط بعض هؤلاء الأشخاص وتم تقديمهم للمحاكمة، ولكن المنظومة مازالت مخترقة حتي الآن. إختراق المنظومة هل تقصد ان الإختراق جاء من مسئولين كبار داخل وزارة التموين؟ - بالطبع نعم وذلك بالتعاون مع بعض الموظفين الصغار العاملين داخل الشركات المنفذة للمنظومة بموافقة بعض اصحاب المخابز، بمعني أنه يوجد بعض ضعاف النفوس من أصحاب المخابز بالاشتراك مع عدد من العاملين في الوزارة يقومون باختراق النظام الذي تم وضعه من وزارة التموين فيما يخص حصص الدقيق والاستحواذ علي كميات كبيرة من الدقيق بدون وجه حق وبيعه في السوق السوداء. ومازال في مؤسسات وزارة التموين عناصر ينتمون للجماعة الارهابية يريدون تدمير منظومة الخبز ليصدروا أزمات الخبز للشارع من جديد، وظهر طابور خامس داخل الوزارة لعرقلة سير المنظومة والقضاء علي بعض اصحاب المخابز لأنهم منعوا عنهم الاتاوات والشهريات طبقا لقرارات الوزير بعدم دخول مفتشي التموين للمخابز والتفتيش عليهم والمواطن هو الرقيب الوحيد علي صاحب المخبز. وهل معني هذا ان منظومة الخبز في طريقها للفشل؟ - بالفعل المنظومة بدأت في الفشل ففي بدايتها كنا نعمل علي مدار ال24 ساعة يوميا بنظام مفتوح وبحصص مفتوحة ثم بَدأت المنظومة في تحديد العمل بأربعين شيكارة دقيق في اليوم والعمل من الساعة الخامسة صباحاً وحتي الساعة الخامسة ليلاً، كما ان اكثر من 45٪ من المخابز اغلقت لأسباب مختلفة، وايضا القطاع العام لا يعمل بأكثر من 5٪ من طاقته الإنتاجية وهذه حقيقة واقعة عودة الطوابير هل الطوابير بدأت تعود مرة اخري امام المخابز ؟ - نعم. وما أسباب ذلك؟ - المواطن كان يحصل علي فرق نقاط الخبز بسلع تموينية مدعمة من الدولة، لكن حاليا اصبح المواطن يحصل علي سلع غير مدعمة بنفس سعر السوق، جعل المواطنين يزداد إقبالهم علي الخبز، كما ان المواطن بدأ حاليا يتجه الي استخدام العيش كعلف للطيور والحيوانات، وايضا اتجه الي الخبز المدعم بعد ارتفاع سعر طن الدقيق وخصوصاً بعد تحرير سعره، وأصبح طن الدقيق البلدي 3500 جنيه والسياحي 5500 جنيه.. وهناك أسباب اخري منها تحديد حصة أصحاب المخابز بعد ان كان السحب مفتوحاً بسبب أزمة المطاحن، بالاضافة الي تقليل عدد ساعات العمل. جودة الرغيف منعدمة وما هي أسباب عدم جودة رغيف الخبز حاليا؟ - الدقيق الذي يأتي إلينا من المطاحن »مثل التراب» وأصبح الدقيق سيئا للغاية ونحن مضطرون كأصحاب مخابز أن نعمل به ولا نضيف عليه أي إضافات خارجية مثلما كنا نفعل في السابق لأننا لا نستطيع أن نتحمل زيادة أخري في فرق أسعار الخبز. والدقيق الذي يتم تسليمه للمخابز من قبل مطاحن القطاع العام سيئ وغامق وغير صالح للخبز، نتيجة خلطه بالنسبة غير المصرح بها، وغير مطابق للمواصفات، وتم إبلاغ الوزارة والمطاحن بذلك، كما قمت بتسليم عينات من الدقيق للوزارة وقاموا بفحصها، والمطاحن تحاول حاليا تحسين نوعية الدقيق. وفي حالة تناول المواطنين الخبز المصنع من هذا الدقيق الذي به نسبة رطوبة عالية، فلن يكون هناك اي ضرر نهائيا، ولكن الخبز سيكون لونه أسمر، ومنظومة الخبز الجديدة بنيت علي المنافسة والجودة، والدقيق السيئ يؤثر علي العملية الانتاجية. وهل ذلك في مصلحة المنظومة؟ - مصلحتنا جميعا ان ننتج رغيف خبز مطابقاً للمواصفات لكي تنجح منظومة الخبز علي أكمل وجه بحيث نحن كأصحاب مخابز نأخذ جميع حقوقنا المشروعة ونعطي أيضاً للدولة حقها المشروع وكذلك المواطن يأخذ حقه في رغيف الخبز.. الوزير السابق قال لاصحاب المخابز اعملوا بكل حرية فنحن نريد رغيف خبز عالي الجودة، بحيث يكون المواطن ليس لديه أي شكوي وأن يحصل عليه بطريقة آدمية والحقيقة قام الكثير من اصحاب المخابز بفعل ذلك، ونحن اصحاب المخابز قمنا بشراء دقيق من الدرجة الأولي لأن الدقيق الموجود في وزارة التموين والتجارة الداخلية سيئ للغاية، وتقدمنا بأكثر من شكوي للوزير بأن نوعية الدقيق رديئة جداً، وطلبنا من الوزير أن يأمر بنزول حملات علي المطاحن.