أحياناً أقرأ مقالاً لا أفهمه. وأحياناً أخري أدرس كتاباً لا أستوعبه. فأشعر إنني أصبت بالغباء أو أن الكتابة بلغة لم أتعلمها. أفكر في بعض الأوقات إني أحتاج قاموساً عربياً - عربياً لأفهم الكلمات والمصطلحات الجديدة التي اقتحمت لغتنا. ألتقي كثيراً بناس يلفون ويدورون، يقولون الشرق وهم يقصدون الغرب. هم فلاسفة بغير فلسفة، وعلماء بلا علم. أحاول أن أفهم محاضرات هؤلاء العباقرة ولكن بلا جدوي. تعلمنا من أساتذة الصحافة أن البلاغة في البساطة وفي الاختصار. علمونا الأسلوب التلغرافي وطلبوا منا أن نركز المعني في أقل عدد من الكلمات وكأننا نرسل تلغرافاً ندفع ثمن كلماته. قالوا إن الدنيا كلها تتجه إلي البساطة والتركيز. لا وقت للمط والتطويل. لا أحد يقرأ مقالاً طويلاً أو كتاباً عدد صفحاته كثيرة .فنحن في عصر السرعة. الدنيا تغيرات ولم يعد لدينا وقت طويل للقراءة. سمعنا عن رئيس تحرير كتب ثلاثين مقالاً متتابعاً في موضوع واحد، وكان المقال يستغرق صفحة كاملة وأحياناً بقية في صفحة أخري.. وفي نهاية الشهر وجد صاحب الجريدة أن توزيعها نقص عشرة آلاف نسخة. بسبب طول مقال رئيس التحرير!