بكل المعايير.. كانت تجربة المنتخب الوطني امام استراليا مفيدة من كل الوجوه.. ليس لان ابطال افريقيا فازوا بالثلاثة، ولكن لان الشكل العام كان طيبا.. اللاعبون »اخذوها« بجدية.. والعناصر التي دفع بها حسن شحاتة لاول مرة ظهرت بصورة رائعة.. ابراهيم صلاح واحمد دويدار تحديدا الي جوار احمد عبدالظاهر الذي اصبح علي وشك تثبيت اقدامه.. ثم عودة زيدان لمستواه العالي باصراره ورغبته الاكيدة في التواجد الفعال. ولعل أهم من هذا.. وذاك كله.. هو المساندة الجماهيرية العظيمة في ستاد القاهرة حيث الاقبال الجميل، والتشجيع المثالي. والذي كان له ابلغ الاثر في نفوس اللاعبين فلعبوا باعصاب هادئة دون ضغط أو توتر. اذن اللقاء جاء بمكاسب عديدة.. في وقت كان الكثيرون يعبرون عن استيائهم من اقامة المباراة بدعوي انها اربكت الدوري. والواقع ان المباراة كان يمكن فعلا ان تكون »اي كلام« اذا لم يستفد منها المعلم، ولكن طالما انه جعل منها خطوة علي طريق التجديد والتحديث فقد حققت اهدافها ولا جدال ان استمرار التجربة اصبح مطلوبا لان تكوين منتخب جديد يحتاج الي لقاءات تجريبية اكثر واكثر. كم تعرض هاني رمزي لمتاعب وعراقيل و»قلة بخت«.. ولكنه كان يصمد ويحاول، ويعمل في صمت.. وفي ظروف صعبة احيانا. ولان المنتخب الاوليمبي كان غائبا عن الاضواء، كان الجدل شديدا حول مستقبله ومصيره.. وفجأة عندما تابعت الجماهير العريضة في ستاد القاهرة، والملايين امام شاشات التليفزيون مباراته مع مالدوفا، اطمأن الجميع الي ان تشكيل المنتخب الاول بخير لان هاني رمزي نجح في اعداد توليفة تلعب بصورة عصرية. وبالطبع.. فان تقييم المنتخب الاوليمبي لا يخضع فقط لفوزه الكبير 5/صفر.. ولكن الاهم هو ان الاداء كان موضوعيا ومنطقيا من كل الوجوه. برافو هاني رمزي.. واتحاد كرة القدم. ينبغي من الان فصاعدا ان تكون العلاقة بين حسن شحاتة وهاني رمزي علي اعلي مستوي من الناحية الانسانية اولا لان التفاهم والتنسيق بينهما هو الذي سيفتح الطريق امام الافضل فنيا وبدنيا.. وكل شيء. ولا يغيب عن الاذهان ان المنتخب الاوليمبي هو القاعدة التي يرتكز عليها المنتخب الاول، ولابد ان يأتي يوم يكون فيه الشباب هم اساس او قوام المنتخب. لن تذهب الاضواء غدا الي الاسماعيلية فقط حيث لقاء الاهلي والدراويش المرتقب، ولكنها ستكون علي نفس الدرجة في القاهرة حيث مباراة الزمالك والمصري. قمتان كبيرتان بمعني الكلمة.. لن تحددا شكل المنافسة علي درع الدوري كما يردد الكثيرون، ولكنهما سيحددان بعض الملامح التي يمكن من خلالها قراءة مستقبل هذه المنافسة.. اما البطل فلن يتم معرفته الا في الاسابيع القليلة الاخيرة. انعدام الثقة هو اخطر شيء يمكن ان يؤثر في اتخاذ قرارات تتعلق بمصير فرد، أو مجموعة، وبما ان ثقة حسن شحاتة في شيكابالا.. تكاد تكون انعدمت، فكيف يكون الحال اذا لعب شيكا غدا.. »حتبقي ام المعارك«.. ولا مؤاخذة!