السلوك يرتبط بالذوق.. واحترام الآخر جزء من السلوك، وكلما تمتع الانسان بالذوق، كلما كان اكثر احتراما. البني آدم الذوق يعرف كيف يسمع قبل ان يتكلم.. يدرك معاني الاشياء.. يظل يتعلم ولا يتعالي.. والكلمة عنده لها قيمتها. كثيرا ما كانت تتردد كلمة او عبارة »الذوق العام« كمقياس للرقي الانساني.. علي اعتبار ان مسألة التذوق عند البشر تدخل في الدور التربوي والذي تلعبه الاسرة.. ثم المدرسة فالجامعة.. ولمن ضل طريق التعليم تكون اجهزة الاعلام بما تقدمه في توعية في برامج وبما تطرحه من فنون واغان- اذا كانت علي مستوي- هي المصدر للاخذ بين هؤلاء حتي لا يجدوا انفسهم فريسة سهلة لكل من هب ودب ليخرب في وجدانهم.. وفي ذوقهم. بالطبع.. الساحة الرياضية جزء من المجتمع الذي افتقد الكثير من اصول الذوق.. فتدهور السلوك وبات الاحترام في مؤخرة القيم التي كانت في الماضي القريب احد اهم معايير التحضر والمدنية. وبما ان الذوق في ازمة.. والاحترام في »وكسة«.. فقد تحولت ملاعب كرة القدم تحديدا الي حلبة للصراعات والخلافات.. وظهرت الي السطح صفات او سمات جديدة لم تكن موجودة من قبل.. مثل »الفتونة«.. و»الجليطة«.. والتطاول بكل انواعه، واذا سألت احدهم: »ايه اللي بتقوله ده«؟.. يأتي الرد سريعا بكلمة واحدة.. ديمقراطية. أي ديمقراطية.. تلك التي تتحول ميادين التنافس الشريف الي »فرجة« علي »فضايح« تؤكد انه لم يعد هناك.. لا ذوق ولا احترام. هذه.. هي القضية الاهم والاخطر في السنوات القادمة.. إذ أنه مع استمرار »الفتونة« في فرض الاراء.. و»الجليطة« في التعامل مع الاخرين و»البجاحة« في الدفاع عن وجهة نظر »غلط«.. استمرار كل هذا سيؤدي الي كوارث والي شروخ اكبر من شأنها ان تزيد معدلات التعصب بصورة مرعبة.. او بمعني اصح اكثر رعبا. الاصل في الرياضة ان تقرب وان توحد، وان تحسن من السلوك والتصرفات، وان ترتفع بالقيم الانسانية التي تدفع لتحقيق اهداف نبيلة يستفيد منها الكل. اما ما يجري الآن فهو شيء آخر تماما يهدد أي مسيرة بالفشل الذريع. هذه ثورة ضد حكام كرة القدم، وازمات بسبب تضارب في الاراء والمصالح، وكوارث مصدرها تبني وجهات نظر شخصية تخضع لانتماءات الاندية، وعمليات تشكيك في جهود مخلصة لغرض في نفس يعقوب. تلك كلها افرازات لخطر أو اخطار كبيرة، يمكن ازالتها بسلوك بشري لا يحتاج الي لوائح او قوانين، وانما يتطلب فقط اعادة الحياة لكلمتين غابتا كثيرا ولا يكلفان شيئا.. الذوق والاحترام.. ولا مؤاخذة!