كل يوما يفتقد كل مرء شيئا أو شخصا عزيزا عليه، فعندما نفتقد شيئا نشعر بالحزن والأسى عليه، ولكننا اليوم نفتقد جميعا سلوكا هاما كما افتقدنا سلوكيات أخرى من قبلها، وهو سلوك الذوق لماذا نفتقد الذوق عندما كان يخاطب شخص شخصا آخر كان يزين حديثه بالذوق، حتى إن كان هذا الحديث يحمل نوعا ما من العتاب أو الاختلاف فى الرأى، أما الآن وبكل حزن وحسرة نجد الجميع يتخاطبون مع بعضهما بشكل غير لأق وغير حضارى وليس به أى شىء عن الذوق وتغيرت الألقاب من أستاذ, من فضلك, لو تسمح حضرتك إلى عمنا سيدى، وأخير يا زمل وغالبا تكون بألفاظ بذيئة، وعندما كان يتحدث شخصا لا يقاطعه أحد إلا بعد أن يفرغ من حديثه تماما ثم يبدأ بعدها بالكلام، أما الآن نجد الجميع يتحدث فى وقت واحد، وفى نًفًس واحد بشكل مزعج، وغالبا نرى هذا فى بعض البرامج السياسيه أو التى تناقش بعض القضايا، ولقد علمنا أباءنا عندما كنا صغارا أن نحترم الكبير وأن نقدره ونعطيه مكانته دائما وكان يوجد احترام متكامل بين الطالب والمدرس حتى فى العقاب عندما كان يعاقب أستاذ تلميذا بالفصل كان يعاقبه بذوق، أما الآن فقل هذا الاحترام وكأن لا يوجد للعلم وأهل العلم قدر، وكلما افتقدنا الذوق تغيرت حياتنا من الحياة الإنسانية إلى حياة الغابات، وأنا أخشى عليكم وعلى نفسى ذلك وأقولها لنا جمعيا وبكل ذوق لماذا نفتقد الذوق.