مع تزايد هجمات "جيش الرب" الاوغندي والاعلان عن مذابح ارتكبها في حق المدنين العزل والتي كان آخرها مقتل 321 مدنيا اوغنديا في ديسمبر من العام الماضي ازدادت تعقيدات الوضع الأمني وترددت دعوات الحكومة الاوغندية إلي مواجهة الموقف بحزم أكبر خاصة بعد أن أصبحت هجماتهم تثير الرعب في قلب أفريقيا. وعلي الرغم من مواصلة القوات الحكومية الأوغندية مطاردة قوات جيش الرب حتي جنوب السودان بموجب اتفاق بين حكومتي الخرطوم وكمبالا، إلا ان عدة تقارير أكدت أن قوات جيش الرب بات ينشط بشكل كبير في أوغندا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية وسط أفريقيا. وأشارت التقارير الي أن "جيش الرب" الذي تركز قرب الحدود السودانية للقيام بحملاته العسكرية ضد الجيش الأوغندي، مارس أفعالا مخالفة للقانون الدولي، كخطف الأطفال وتجنيدهم، وخطف الطالبات من فصول الدراسة، وتزويجهن بالاكراه إلي قادة الحركة. وبرزت حركة جيش الرب كمعارضة أوغندية من قبائل الأشولي عام 1986 وهو نفس العام الذي اتولي فيه الرئيس يوري موسيفيني السلطة في كمبالا. واستندت في تحركها علي دعاوي بإهمال الحكومات الأوغندية للمناطق الواقعة شمال أوغندا. وقادت هذه الحملة سيدة تدعي أليس لاكونياب اشتهرت في أول عهدها بالشعوذة وبمهارات في علاج المرضي أخذت في الادعاء أنها جاءت لتطهير قبيلة الأشولي من الرجس والأوثان، والشرور، ومحاربة السحرة، ثم أخذت تدريجيا تدعو للإطاحة بحكم الرئيس موسيفيني، ونجحت في نفس العام في حشد أعداد كبيرة من المؤيدين وشنت حملات واسعة إلا أن قوات موسيفيني ردتها. ثم خلفها جوزيف كوني الزعيم الحالي لجيش الرب الذي تربطه بها صلة قرابة وأحكم قبضته علي الحركة التي مارست كل الوسائل غير المشروعة. وعلي الرغم من الاتفاقات الموقعة بين الحكومة السودانية والاوغندية لمحاربة هذه الحركة المتمردة التي تدعو إلي إنشاء دولة دينية مبنية علي الوصايا العشر الواردة في الإنجيل. إلا ان حكومة الخرطوم قامت بالاتصال بكوني ونقلت له جديتها في العهود التي التزمت بها وضرورة أن يجنح إلي السلم وتنفيذ ما عليه. وحاولت الحكومة السودانية إقناع كوني ومعاونيه بالانخراط في العملية السلمية وأهمية أن يكون له جناح سياسي ينقل عبره قضيته للعالم. لكنه رفض كافة الجهود والمقترحات والمبادرات التي طرحت لإيجاد مخرج أمامه. ويري عدد من المراقبين أن جيش الرب بات يشكل خطرا داهما في القارة السمراء. وكان قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الكونجو ألان دوس قال أن قواته بحاجة لتغيير استراتيجيتها وتطوير امكانياتها الاستخباراتية لمنع أي مجازر جديدة قد ينفذها مقاتلو "جيش الرب " الأوغندي ضد القرويين. وأكد تود هولاند المسئول بمكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في كينساشا أن معدلات الاختطاف والقتل للحركة في تزايد مستمر منذ عام 2008 وهو ما يشكل خطرا كبيرا لدول القارة السمراء. ولا شك ان الوضع أصبح لا يمكن التكهن بنتائجه خاصة في ظل وجود اطراف خارجية ودولية تلعب دورا مهما في انتشار الحروب بالمنطقة. ويقول أتيم جارانج نائب رئيس البرلمان السوداني أن وضع العدالة قبل السلام جعل من قضية جيش الرب أمرا معقدا وان أمر ملاحقتهم جنائيا يشكل صعوبة بالغة لكل المحاولات السلمية لإلقاء الجيش أسلحته وإدخاله في العملية السلمية.