يكاد يكون هناك اجماع من غالبية المراقبين والمتابعين داخليا وخارجيا لمسيرة العمل الوطني - في ظل اقتراب انتخابات مجلس الشعب بعد اسابيع قليلة.. وما يعقبها من انتخابات رئاسية في العام القادم - علي ان طبيعة المرحلة بما تحمله من احداث تمثل بلاشك علامة فارقة في مجال التطور والاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي بمصر. ويؤكد هذا الاجماع بلا شك ما نشاهده ونتابعه من ترقب ومثابرة سواء علي مستوي الاحزاب والتكتلات السياسية المصرية باختلاف حجمها وتنوع قدر تأثيرها في الشارع المصري.. الي جانب اهتمام الدوائر الاجنبية الخارجية علي المستوي الرسمي او الاعلامي لمجريات احداث تلك الانتخابات بمصر.. وهو ما يعني يقينا ما لمصر من قيمة ومقام في مجال موازين القوي الاقليمية والعالمية.. في مرحلة تتجاذبها احداث جسام.. وصراعات وحروب وتهديدات تنال من امن وسلامة البشر والانسانية قبل ان تهز نظم وكيانات خاصة بمنطقة الشرق الاوسط. ومن هنا.. تأتي اهمية وضرورة استيعاب القوي والتكتلات السياسية المصرية.. سواء علي مستوي الاحزاب بما فيها حزب الاغلبية او المستقلين وكذا ما يساند ايهما في منابر اعلامية علي اختلاف انواعها »لثقافة مستنيرة«.. وابعاد وطنية تتطلبها طبيعة المرحلة وننشدها جميعا لاجهاض اي تهديدات داخلية او خارجية تستهدف الوطن.. للتعامل مع الانتخابات القادمة تشريعية او رئاسية تستمد منابعها ورؤيتها لصالح استقرار الوطني.. دون تحقيق المصالح الذاتية والشخصية وتغليب العصبيات والنيل من نسيج الامة وتفتيت اوصالها.. هذا بالاضافة الي تجسيد العملية الانتخابية »كنموذج جديد« يستشعر معه المواطن والاسرة كنواة للمجتمع بأنهما محور وامل لحياة افضل ومستقبل تستقر فيه مباديء العدالة الاجتماعية بما ينشده في جميع المجالات من »تعليم وصحة ومسكن.. وخدمات.. الخ« هذا الي جانب ما تجسده تلك العملية الانتخابية من نموذج جديد آخر يؤكد للمشككين من منابر سياسية واعلامية داخليا وخارجيا.. ان النزاهة او الشفافية رهن بالدور المتعاظم الذي ستمارسه اللجنة العليا للانتخابات وفقا لما نص عليه الدستور من صلاحياتها.. بالاضافة الي المجلس القومي لحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني. واخيرا.. فان كانت هناك رؤية جادة تتوازي مع ما سبق.. فمن الاهمية لصالح الوطن واستقراره ومستقبله ان تقف الدولة والحكومة والمجتمع سواء خلال العملية الانتخابية او ما بعدها بكل حسم وقوة في مواجهة اي محاولات تغذي او تشعل فتنة طائفية وتهدد نسيج الامة وكذا في مواجهة الغوغائية والبلطجة.. فمصر ابقي واعظم.