قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المشدد ثلاث سنوات علي سائق وأربعة عمال، كانوا قد ضبطوا وهم يسرقون أغطية بلاعات الصرف الصحي في مدينة 6 أكتوبر، فجرا، وتمكنت دورية ليلية من الامساك بهم قبل أن يهربوا بسيارتهم النصف نقل المحملة بنحو عشرة أغطية ليبيعوها بأبخس ثمن للمسابك التي تقوم بصهرها وإعادة تصنيعها، معرضين المشاه والسيارات للسقوط في الهاوية والموت والدمار. وفي فاقوس بمحافظة الشرقية، داهمت دورية ليلية ثلاثة لصوص وهم ينزعون أغطية البلاعات، فقفز أحدهم في الترعة المجاورة ولقي مصرعه وأحيل الآخران للنيابة. الصدفة وحدها هي التي أوقعت العصابتين في قبضة الدوريات.. فهل نظل نعتمد علي عامل الصدفة في مكافحة وباء سرقة أغطية البلاعات الحديدية علي مستوي الجمهورية، الذي انتشر في كل المدن، ولم تسلم منه الشوارع الهادئة ليلا حتي في الأحياء الراقية، كما حدث مثلا في شارع الخليفة المأمون الحيوي بالقاهرة مرورا علي مسجد عبدالناصر والمساحة ومباني جامعة عين شمس! وادارات الصرف الصحي في الأحياء ليس لديها الرصيد الكافي من قطع الغيار وبالمقاسات المطلوبة لمواجهة هذه الكارثة! حيث ان هذه الأغطية مكلفة، وتقوم شركات الرصف بشرائها عند التعاقد علي الشارع، والمفروض أن تظل في مكانها إلي ماشاء الله، حتي مع إعادة الرصف بين الحين والآخر.. أما ان تسرق مخلفة وراءها غيابات الجب، فأمر لابد من التحرك لمواجهته.. ويزيد من أهمية التحرك الذي أطلبه، ان رئيس هيئة الطرق والكباري هو الآخر صرخ معلنا أن العام الماضي فقط شهد سرقة 4515 علامة ارشادية وتحذيرية معدنية بحواملها من الطرق في شتي أنحاء الجمهورية. وقال: اذا كان في الامكان رغم التكلفة تصنيع لوحات بلاستيكية بديلة، فإن حواملها الحديدية المسروقة لا بديل لها!.. واذا أضفنا إلي ذلك سرقات كل ما هو حديدي من عربات وخطوط السكك الحديدية، فإن الكارثة تصبح مصيبة سوداء! والحل الذي أطرحه لمواجهة هذه الظاهرة الجديدة، التي لا يزيد عمرها في تقديري عن عشرين سنة، ولا تبررها حالة البطالة العمالية ولا الفقر الدكر الذي تؤكد الحكومة انه لم يزد(!!) ان يصدر وزير الإسكان تكليفا لجميع شركات المقاولات بايقاف استخدام أغطية البلاعات الحديدية من الآن فصاعدا والاعتماد فقط علي الأغطية الأسمنتية.. وان تحاول السكك الحديدية استبدال التجهيزات الحديدية في العربات بأخري بلاستيكية. لكن الاهم وفي نفس الوقت أن يصدر وزير الداخلية تكليفا حازما لرؤساء المباحث علي مستوي الجمهورية بمداهمة المسابك الواقعة في نطاقهم، بصورة مفاجئة ودائمة لإغلاق الباب أمام اللصوص. وهذا ياسادة.. أو الطوفان!