(1) قابلها فأحبها فخطبها ثم تزوجها فأنجبت له الولد والبنت وفي غمرة انشغاله بالحياة ولقمة العيش وانشغالها بأطفالها اكتشفا ولكن بعد وقت ليس بالقصير أنهما قد انشغلا عن الحب الذي جمعهما ومن ثم انشغل كل منهما عن شريكه علي النحوالذي بات يشكل تهديدا حقيقيا لكيان الأسرة، ومثل هذه القصة لها نهايات ثلاث: إما الاستسلام للواقع والحياة والاستمرار في مسلسل الانشغال، أوالتمرد علي الواقع بالانفصال بحثا عن حياة جديدة وحب جديد قد ينجح إذا تعلم الدرس وقد يفشل إذا كرر ذات الأخطاء، أوالتمرد علي الواقع بتجديد الحياة والحب والدفء واستعادة السعادة التي باتت عملة صعبة في حياة المصريين. وعلي القاريء الكريم أن يختار لنفسه النهاية السعيدة. (2) أخذ البلياتشو في السيرك عيون الأطفال بقدرته الفذة علي التلاعب بكرات ثلاث بين يديه، يتقاذفها بين يديه وفي الهواء، ولفت نظر أحد الأطفال ما هومكتوب علي هذه الكرات الثلاث وكانت "الصحة" و"المال" و"راحة البال" فتعجب الطفل وسأل والده الذي أجابه بأنه هكذا الدنيا يا ولدي- لا يمكنك فيها أن تمتلك أوتتمتع بكل النعم في وقت واحد، وعليك الجمع بين نعمتين فقط وربما واحدة فقط من هذه النعم الثلاث- ورغم أن القصة ربما تبدومنطقية وربما يتأثر بها البعض نفسيا ويسقط كل منا حاله عليها أويعكسها علي حاله، إلا أنه قطعا يمكن للمرء أن يجمع بين كل النعم التي يتمناها ولكن في ............... المشمش. (4) تقابل شخصان عاقلان أحدهما ينتمي لحزب ليبرالي والآخر لحزب ذي مرجعية إسلامية، فمر عليهما شيخ أزهري معمم فأخذ بأيديهما سائلا الأول "هل الليبرالية دين جديد؟ وهل تعادون الإسلام وتطالبون بالشذوذ؟. فأجابه بالنفي وزاد أنها مسار سياسي يؤمن أصحابه باقتصاد السوق وبحرية الآخر في الفكر والعقيدة والرأي وتوجب احترام الآخر وثقافته وتساوي بين الجميع في الحق والواجب، وتنضبط بقيم المجتمع وأخلاق الإسلام وكذا المسيحية وكل دين سماوي، وترفض استغلال الدين أوالمتاجرة به في تحقيق نفع سياسي، ونطالب بالمواطنة الكاملة بين الجميع دون تمييز، فرد عليه الشيخ "أراك مسلما وقد حسن إسلامك"، ثم توجه الشيخ بالسؤال إلي الثاني قائلا "أبالفعل لا تتلقي علما إلا من أموات سكنت أرواحهم كتبا أصفر ورقها من طول الأمد؟! فأجابه نافيا أنما أقرأ من القديم لأعلم كيف وصلنا إلي الجديد، ولا آخذ مما أقرأ إلا النافع، وأترك منها ما لا أعقله، ولا أتقيد إلا بما اقتنع به عقلي، وأجادل من يخالفني بالحجة، فإن اقتنع فبها ونعمت، وإن لم يقتنع احترمت رأيه ولم أفرض عليه رأيي، فرد عليه الشيخ "أراك ليبراليا حسن المنطق".. والمعني هنا هوتعريف يؤكد عليه دائما حزب غد الثورة لليبرالية سياسية ذات مذاق شرقي، ومصري، وعربي، وبهوي قيمي مستند إلي تعاليم الدين السمح.