د. سيف عبدالفتاح في مشهد مسرحي لافت أتي الرئيس المخلوع من محبسه حتي تستأنف محاكمة جديدة، بعد أن ألغت محكمة النقض أحكاما سابقة، هذه المرة الرئيس المخلوع ليس ممددا علي سريره مدعيا عدم القدرة علي النهوض، هذه المرة أتي علي هيئة الجالس علي كرسي يلوح بيديه يمنة ويسرة، يوزع النظرات من تحت نظارته الغامقة غالية الثمن وكأنه الرئيس ،ويوميء الي ولديه يتبادل معهم الهمسات والحديث، يتمتع في سكناته وحركاته بثقة بادية، يطل في هذه الهيئة الجديدة مصبوغ الشعر بالعناية المعهودة وكأنه جاء ليلقي خطابا احتفاليا وليس متهما بعد ثورة قامت عليه وعلي أسلوب حكمه، وفي مشهد هابط مكمل يأتي المخلوع طالبا إخلاء سبيله لاستنفاد مدة الحبس الاحتياطي، ويترافق مع ذلك مشهد سيدة تلعب دورا تمثيليا، لا تعرف من أتي بها الي قاعة المحكمة لتؤدي مشهدا تمثيليا هابطا تنادي عليه في قفصه تصفه بصبر أيوب وتوزع عليه صفات المحبة والتقدير، وتترك في مشهد هزلي عجيب لتكمل وصلتها التمثيلية من دون أدني إزعاج إلا من صوت هامس وخافت "نريد البدء" وهي تعتلي الكرسي مواصلة أداءً تمثيليا هابطا موزعة الخطاب للمخلوع تارة ولولديه تارة أخري. مشهد مسرحي هابط، كنا نشهد مشاهد التضييق علي أهالي الشهداء والمصابين في ثورة 25 يناير والمدعين بالحق المدني والتهديد لهم بالطرد من قاعة المحاكمة لو استمروا في هتاف ضد المخلوع في المحاكمة السابقة، بدت الأمور مختلفة؟!، المُخرج المجهول قرر أن يكون المشهد تمثيليا من بداية وقائعه يحرك فيه الشخوص تحريكا ، مليئا بالرسائل الكامنة والظاهرة، بالأمس إعادة المحاكمة واليوم يخلي سبيله في ذات القضية، وفي المشهد الإعلامي المساند تخرج الشائعات من مصادر معلومة وغير معلومة، تتحدث عن إخلاء سبيل المخلوع ثم تنفي، ويتوالي المشهد الهابط بقرار الإخلاء امتثالا وتطبيقا للقانون، ويطل علينا أصحاب المشهد الإعلامي باستضافات لأهل القانون كل يفتي في تأويل وتفسير القرار، ولا بأس بمقابلات جماهيرية بعضها تُوج بهتافات للمخلوع وعصره، تحركت المشاهد تلو المشاهد لتعلن "المخلوع يعود من جديد" للمشهد، هذه المرة بدلا من أن يحاول ولداه إخفاء المخلوع عن الكاميرات وعيونها، إنه الآن يتصدر المشهد ،"المخلوع يعود" !! ،في رسائل مباشرة لعودة الثورة المضادة في أعتي مشاهدها، وتصدر رسائل كامنة ضمن هذا المشهد لتعبر عن أن المؤسسات التي تحكم ما زالت تحكم وتهيمن وأن هذه الثورة لم تكن إلا عملا هامشيا يؤدي في النهاية إلي تواري أهدافها، إنها تعبرعن أسوأ حال يمكن أن تشهده ثورة حينما يتأكد لنا أن هؤلاء الذين قامت ضدهم الثورة هم الآن في خارج الأسوار، بينما بعض من كان في الميدان خلف الأسوار، مفارقة لمشهد لافت يقول لهؤلاء الذين اجتمعوا في الميدان حينما تفرقتم ربما سيعود المستبد السجّان.