الأجهزة السرية الوحشية للرئيس السوري بشار الأسد لم تعد بنفس القوة التي كانت عليها من قبل ، فقد سيطرت الآن قوي أخري أكثر منها شراسة. إن الجيش السوري النظامي بدأ في سحب السيطرة من أجهزة المخابرات لإدارة شئون البلاد. وأصبح هناك الآن مجموعة تمثل خط الدفاع الأول لنظام بشار الأسد، وهم ملاك الأراضي أبناء الطبقة المالكة الذين استفادوا أكثر من حكم البعث الرئيسية والذين تهددت أملاكهم بسبب الثورة ضد النظام. ولكن الجيش يتولي قيادة الأمن في المعركة الآن ، علي عكس الماضي، فقد كانت المخابرات العسكرية هي التي تعطي تعليمات للجيش، إلا أنه يتولي المسئولية الآن بجانب القيادات المدنية رفيعة المستوي وليس الضباط هم من يتخذون القرار. وكانت هناك حالات عدة وفقا لهؤلاء المتعاونين مع الجيش حيث يتولي القيادة عملاء بملابس مدنية والذين أشرفوا علي عمليات تعذيب مدنيين تم اعتقالهم ومحاكمتهم أمام محاكم عسكرية. وهناك حالات كثيرة تم فيها اعتقال عناصر أمن تابعة للمخابرات شهدت التعامل مع المواطنين بوحشية ، وتم تقديمهم لمحاكمات عسكرية وهو ما يدل علي تضاؤل دور المخابرات السورية. وبالرغم من ذلك، من المستبعد أن يتخلي الرئيس الأسد عن أجهزة الأمن والمخابرات تمامًا، لأن الدولة العسكرية تظل دائما في حاجة إلي حراسة الشرطة السرية. وفي المقابل، لن يقبل أعداء الأسد أبدا باستحواذ الجيش علي البلاد سواء كان تحت قيادة الأسد أم لا. فهؤلاء يرون أن الجيش أخطر من الأسد نفسه. لأن المخابرات تجئ وتذهب إلا أن الجيش يظل كما هو. ومن هذا المنطلق، يصبح الجيش هو أهم مؤسسة يجب مراقبتها في سوريا علي مدار الأسابيع والأشهر المقبلة، وليس النظام أو جبهة النصرة الإسلامية أو الجيش السوري الحر المعارض للأسد.