بعد ساعات قليلة يبدأ قضاؤنا الشامخ إعادة محاكمة الرئيس السابق وأولاده بالاضافة إلي وحبيب العادلي »الوزير في عهد فرعون وستة من اعوانه. فاجأت صديقي قائلا بأنني لست متحمسا لتلك المحاكمات؟ بالطبع أصابته الحيرة والدهشة وكلامي وسألني علي الفور: هل تريد إطلاق سراحة كما يتمني أنصاره؟ كانت اجابتي قطعية: لا طبعا.. في رقبته دم أكثر من 008 شهيد سقطوا أثناء الثورة بالاضافة إلي الفساد والافساد في عهده. وأضفت قائلا: علي فكرة أنا زعلان قوي من الأفراج عن معظم رموز النظام السابق، وعلي رأي الدكتور محمد مرسي الذي قال ساخرا: لم يبق إلا أن نقوم بتكريمهم!! فوجئت برد صديقي الحائر: علي فكرة.. العديد من المصريين يترحمون حاليا علي أيام مبارك ويرونها أفضل من هذا العهد الذي نعيش فيه بقيادة صديقك »مرسي«!! أغتظت من كلمة »صديقك مرسي« وقلت له إنه رئيس مصر المنتخب ب 15٪ ولذلك أراه له شرعية أكثر من هؤلاء الرؤساء الذين كانوا يفوزون دوما بالخمس تسعات الشهيرة!! وفيها يتم السماح للأموات بالتصويت إلي جانب الاحياء!! قال صاحبي: ولكن في أيام فرعون كما تصفه كان هناك استقرار وأمن وأمان وكل ذلك مفتقد حاليا؟ قلت له: لم يكن هناك استقرار حقيقي، بل كانت بلادي محكومة بكرباج وتحكم أمن الدولة، والناس خايفة ولا أحد يتكلم في السياسة، وكل واحد في حاله وكأن مصر ليست بلدنا: وكل هذا أنتهي بقيام ثورتنا المجيدة التي أسقطت حاجز الخوف وما شاء الله عندنا الآن 58 مليون مصري كل واحد عامل نفسه سياسي كبير!! سألني صديقي: وأنت ليه زعلان من الافراج عن رموز النظام السابق مادام القضاء قد قام بتبرئتهم؟! قلت له: لأنني أريد لهم محاكمات سياسية وليست جنائية، الدكتور فتحي سرور مثلا لابد أن يحاكم علي القوانين سيئة السمعة التي صدرت في عهده عندما كان رئيسا لمجلس الشعب، أما المتهم الأول أقصد الرئيس السابق مبارك فيجب أن تتم محاكمته علي التوريث وغير ذلك والتهم خاصة علاقته المتميزة مع العدد الصهيوني حتي أنهم أعتبروه كنزا أستراتيجيا.. بالنسبة لهم!!