فساد هنا وهناك وساطة ومجاملات، كسب غير مشروع لكنه مبرر ولا يعاقب عليه القانون، كذب وافتراء اضلال وتضليل.. هذا هو حالنا بعد مرور أكثر من عامين علي الثورة، سألت نفسي كثيرا لماذا لم تتغير الاوضاع؟ ولأنني اعتدت اسلوب التحليل العلمي والمنطقي، أخذت استعرض ما أراه وأرصده قضية تلو الأخري، وفي كل مرة وجدتني أصل الي نتيجة واحدة أننا غيرنا النظام ولكننا لم نغير ما في انفسنا، مازلنا نتطلع للواسطة او نخضع لها، ما زلنا ضعفاء في طلب الحق، نغلب مصالحنا الشخصية ولا ننظر إلا تحت قدمينا، كل منا يبحث عن ذاته، وكأن الثورة كانت صحوة مؤقتة وكل شيء راح لحاله، أما النظام السابق فلا يزال يضرب بجذوره في كل مكان، يدفع بصفوفه الثالثة والرابعة من الاجيال المختلفة لتمثل وجوها جديدة لا يعرفها الناس، فتبث سمومها وتتغذي علي نقاط ضعفنا، ولأن سنن الله في خلقه تؤكد ان الصلاح لا يكون بالنوايا الحسنة وإنما بالفعل والمواجهة ، فلا أظن أننا سنجني ثمار تلك الثورة العظيمة إلا إذا بدأ كل منا بنفسه، يصلحها ويقومها، ذلك لا يعني ان نترك الباطل يرتع من حولنا، ولكن القصد هو أن ندعو للاصلاح فان استجاب الآخرون كان خيرا. وبركة وان لم يستجيبوا فعلينا بانفسنا اعمالا لقوله تعالي "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"" وقتها فقط قد نجد تغيرا حقيقيا في الحياة من حولنا سواء كنا ننتمي لتيار اسلامي أو ليبرالي أو آخر يساري، الجميع في ذلك سواء... إما أن نتغير أو يغيرنا الله بمن هم خير منا.