الحلم هو بؤرة الضوء التي تنير حياتنا ومن غيره لأصبحت حياتنا مظلمة لا هدف ولا قيمة لها. فالحلم هو الذي يجعلنا نتمسك بالاستمرار في طريقنا مهما صادفنا وعشنا في مشوارنا من صعاب وعقبات وبمقدار ما نتحمل ونصبر يتحقق حلمنا. أحلامنا تولد معنا ولكل مرحلة نعيشها أحلامها وأهدافها ولكنها الرفيق لنا في كل خطوة نخطوها، وقد تتوافق احلامنا مع ما قدره الله لنا مسبقا فتتحقق وقد تتعارض مع قدرنا الذي كتبه الله فنجد الصعوبات والعقبات التي لا تحققها فنصاب بالاحباط والكآبة ولكن عندما يتقدم بنا العمر ونترك مرحلة الحلم ندرك مدي لطف الله وكرمه في عدم تحقيقه. وما نظنه حلما يصعب تحقيقه في الواقع قد يصبح حقيقة نلمسها ونراها بأعيننا الطائرات والسيارات والقطارات الكهرباء، التليفزيون، التليفون والمحمول وغيرها مما نلمسه ونشاهده اليوم كان ضربا من الجنون عندما طرحت أفكارها للتطبيق وتحويلها إلي حقيقة وظن المستمعون وقتها لهذه الافكار بأن اصحابها قد مسهم الشيطان وأذهب عقولهم والآن هي اشياء واقعية نعيشها ونتعامل معها وأصبحت جزءا هاما في حياتنا لا يمكن الاستغناء عنها. وقد يعطينا الله أكثر مما نتوقعه أو نحلم به أو نتصوره لانه الخبير بعباده فربما يكون منتهي الحلم أو الأمل الوصول إلي قمة العمل الذي نعمل فيه وبقدرة الله ومشيئته يرفعنا إلي قمة العالم والعكس قد يحدث طالما لم يؤمن الحالم بحلمه ويجتهد لتحقيقه وجعله واقعا. ومع كل ما نعيشه مازالت هناك أحلام تراودنا، لأن الحلم هو الحياة والامل ومن غيرهما قد نموت وتتجمد حياتنا، فالحلم هو الغد ومهما صادفنا وعشنا من أحباطات وفشل فالحياة لا تستمر علي وتيرة واحدة وإلا لكان من جلس علي كرسي استمر عليه بلا نهاية ولكان المريض مستمرا في مرضه حتي يموت ولكن الفاشل مستمر في فشله دون نجاح ولكن الواقع يؤكد أن كل شيء إلي حين فلا الجالس جالس أبد الابدين ولا الفاشل فاشل علي الدوام وكذلك المريض والفقير والمسافر. المريض ربما يشغي والمسافر يعود والفقير يفتح الله عليه ويغنيه من فضله والفاشل بفضل الله وكرمه تتحول حياته إلي نجاحات متواصلة. فقط علينا الحلم حتي ولو كان بعيدا والتوفيق والتحقيق سيأتي حسب إيماننا بهذه الحلم وعملنا واجتهادنا وصبرنا وعون الله وقدرته، فمصرنا ستصبح جنة الله في أرضه ولو كره الكافرون فقط علينا حبها والايمان بأنفسنا وقدراتنا.