للأسف داخل مستشفياتنا قد يعاني المرضي آلاما نفسية أضعاف ما يعانونه من آلام المرض اما نتيجة الاهمال أو التقصير أوسوء المعاملة أو قلة الخبرة أو لجهل الدكاترة أنفسهم. وهنا لافرق بين مستشفي عام أو خاص ولافرق في إنك تدفع دم قلبك في طلبات ومصاريف لا تنتهي حتي يذهب الالم أو تقع في فخ العلاج المجاني الذي تقدمه الدولة »وقلته أحسن« في أغلب الاحوال. ربما يظن البعض انني اتجني أو أبالغ ولكن ما أقوله جاء من خلال تجربة شخصية عشتها مع أعز صديقاتي والتي بدأت بضيق في التنفس وقام طبيبها المعالج بتحويلها للمستشفي الفرنساوي ولتبدأ رحلتها مع العذاب، فبالرغم من دخولها بقسم العلاج الخاص ونحن نعلم ما هو العلاج المدفوع فهو عن لا يعرف آلاف الجنيهات حتي كلمة »السلام عليكم« لها ثمن. ومع رحلة العلاج والتي بدأت بالتحاليل والاشعات واخذ العينات واستغرقت أسبوعا من الالم والعذاب اليومي.. جاءت نتيجة التحاليل بتأكيد وجود ورم علي الغشاء البريتوني وقرر الطبيب المعالج ضرورة الاسراع باجراء جراحة فورية حتي لا يتشعب الورم وينتشر ولخوف الزوج والابناء الشديد علي أمهم قرروا اجراء الجراحة حتي لا يصيبهم الندم بعد ذلك وفي اليوم المحدد لاجراء الجراحة تكدي الأهل والاحباب بجوار باب العمليات للأطمئنان عليها وبعد الانتظار لساعات طويلة خرج عليهم الجراح ليشير باصبعه إلي نجاح العملية ولم يزد ولا كلمة ولم يكلف نفسه عناء الرد علي أسئلة المنتظرين المتلهفين لمعرفة حقيقة الموضوع ووسط دهشة الجميع تركهم وانصرف، بالطبع حتي يستريح ربما وراءه جراحة أخري يحصد من ورائها عشرات الآلاف فكيف يبدد وقته في الرد وطمأنه المذعورين. وكانت هذه نهاية علاقة الطبيب بالمريضة فقد أو كل مهمة مراجعتها والمرور عليها لنائبه ولمجموعة من الممرضات الذين لا يراعون الله فيما وكلوا به فدائما هناك من يذكرهم بمواعيد العلاج والادوية فيؤدون واجبهم وقد ارتسمت علي وجوههم تكشيرة تقطع الأمل في أي شفاء!! وتنتهي الأيام السوداء داخل المستشفي وتعود صديقتي إلي بيتها ويستمر الألم فيقرر الطبيب اخذ جرعات كيماوي وهنا قمة المأساه فبالرغم من ان الجرعات تؤخذ في قسم العلاج الخاص إلا أن القائمين عليه ليست لديهم الخبراة الكاملة بالمواد التي تؤخذ في كل جرعة وكميتها وفي كل مرة يسألون أهل المريضة ونظرا لأن ابنتها صيدلانية بالطبع ستعرف الاجابة فماذا لو كانت لا تعرف بالطبع سيعطونها الجرعة خطأ!! هذا علاوة علي انهم يتركون المريضة بالساعات تعاني آلامها انتظاراً لأخذ الجرعة والعودة لمنزلها الذي غالبا ما تصل إليه في منتصف الليل. وأنا اتساءل إذا كان هذا وضع وحال من يملك المال ويدفع لكل من يقابله حتي يلاقي معاملة طيبة فما هو من لا يملك؟!! ألا يعلمون ان الله يمكن أن يبتليهم بالمرض ووقتها لن ينفعهم ما يجمعون!! وحسبنا الله ونعم الوكيل.