حزب التجمع ظل محافظاً علي انحيازه للشعب علي مدار 63 عاماً منح الضبطية القضائية للمواطنين دعوة للقتل نرفض الدعوة لعودة الحكم العسگري ومن ينادي بذلك يعبر عن غضبه فقط وسط صعود نجم تيار الإسلام السياسي خلال الفترة الماضية وانتقاد المعارضين لسياساته التي ينتهجها في مختلف المجالات. يبرز صوت معارض يعد من أقطاب المعارضة لتيار الإسلام السياسي وهو حزب التجمع الاشتراكي.. وانطلاقاً من القول العربي المشهور »وبضدها تتميز الأشياء«، حملت »أخبار اليوم« جميع الملفات والقضايا المطروحة الآن علي الساحة وذهبت إلي سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع لنتعرف علي وجهة النظر المقابلة فيما يحدث في مصر، ورأيه في تلك القضايا والطرح البديل لانقاذ مصر من المأزق الحالي وكان هذا الحوار. رئيس حزب التجمع أثناء حواره مع »أخبار اليوم« كيف تري المشهد في مصر الآن؟ المشهد السياسي في مصر يعاد تشكيله الآن علي أيدي القوي الثورية، في مواجهة المشهد السياسي الذي تكون عقب التنحي في 11 فبراير 1102، والذي تميز بوجود تحالف بين المجلس الأعلي للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين، مما أسفر عن مجموعة من الإجراءات ذات الطابع الانتخابي، بدأت بانتخابات شعب وشوري ثم رئاسة وتسليم الحكم في النهاية لجماعة الإخوان المسلمين باعتبارها الأقدر من وجهة نظر حلفاء هذه اللحظة علي الاستمرار بنظام مبارك علي الرغم من سقوط مبارك نفسه. ومن هم حلفاء تلك اللحظة التي ذكرتها من وجهة نظرك؟ المجلس الأعلي للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤهم. إذن فأنت تؤيد فكرة أنه كانت هناك صفقة بين المجلس العسكري والإخوان لتولي السلطة؟ نعم وقد بدأت من قبل ذلك وبالتحديد منذ تولي عمر سليمان موقع نائب رئيس الجمهورية ولجنة التعديلات الدستورية التي كان قد اقترحها مبارك برئاسة الدكتور إبراهيم درويش إلي لجنة برئاسة طارق البشري إضافة إلي اسم لم يكن يعرفه أحد إلا الإخوان المسلمين وهو صبحي صالح، ومنذ هذه اللجنة وضح المسار الذي كان اتجاهه تسليم السلطة إلي الإخوان المسلمين بالهتاف الذي عبر عنه الإخوان بأن الانتخابات أولاً وليس الدستور أولاً. البعض يردد أن تحالف حزب التجمع مع جبهة الانقاذ رغم التباين الشديد في الفكر أساسه التقاؤكم علي رفض الإخوان المسلمين فقط خاصة بعد وصولهم للرئاسة.. كيف تري ذلك؟ تحالفنا مع جبهة الانقاذ هو بالضرورة ضد الإخوان المسلمين باعتبارهم سلطة استبدادية ونحن نراهم هكذا، وليس باعتبارهم حزباً له برنامج وبما أن جبهة الانقاذ تشتمل علي قوي ليبرالية ويسارية واشتراكية وقوي ثورية تأمل في حكم ديمقراطي وتداول سلمي للسلطة فكان طبيعي أن تنشأ جبهة الانقاذ، لا نتبرأ من أنها في مواجهة الإخوان المسلمين، ولكن ليس بصفتهم قوي سياسية ولكن نحن نراهم قوة مستبدة وليس لديهم برنامج. كيف تحكمون علي حزب الحرية والعدالة بأنه استبدادي وليس لديه برنامج وأنتم لم تعطونه الفرصة ليثبت ذلك أو ينفيه عمليا؟ حزب الحرية والعدالة قدم ما يقرب من أكثر من 04٪ من البرلمان المنحل ونسبة كبيرة في الشوري، ثم رئيسه تقدم لانتخابات رئاسة الجمهورية وانتخب رئيساً ثم وزارة شكلها رئيس الجمهورية برئاسة هشام قنديل وفي كل هذا لم نسمع عن برنامج لحزب الحرية والعدالة رغم وجودهم في الحكم وتشكيلهم للوزارة. ولكن مصر تعيش منذ تولي الرئيس أزمات يومية مفتعلة في الشارع مما لا يعطي فرصة لأي سلطة أن تعمل ويبرز إنجازها بسبب ذلك؟ د.مرسي أهدر فرصة ذهبية أتيحت له عندما جاء رئيساً للجمهورية بأصوات في الصندوق لصالحه بعضها انتخبه نكاية في منافسه وليس حباً فيه، ولكنه أهدر تلك الفرصة عندما انقض علي الشرعية التي أتت به وأقسم علي احترامها، وهي شرعية الدستور والقانون، بإعلانه الدستوري الذي يحصنه ويحصن قرارات مجلس الشوري التابع له، فبدأ ينحاز وبسرعة لجهة أخري في مواجهة مطالب الثورة خاصة العيش والحرية والتداول السلمي للسلطة والعدالة الاجتماعية، وكل هذه العقبات من صنع الإخوان المسلمين ووزرائه ورجاله. ولماذا ترفضون دعوات الرئاسة للحوار خاصة الأخيرة والتي كانت مذاعة علي الهواء، وهذا ما كنتم تطالبون به من قبل؟ هناك ثلاث مرات دعا فيها د.مرسي للحوار، وكلها بنفس الطريقة من وراء الميكروفون وفي كلمة علنية ويقول غداً صباحاً نتقابل، من هم؟.. وعلي أي أساس سنتحاور؟.. لا أحد يعلم وهو نوع من استهلاك الوقت ومحاولة الظهور أمام الرأي العام بأنه يمد يد الحوار للجميع، ومن شاركوا في الحوار بعد ذلك اكتشفوا أن تلك الوعود لم يتحقق منها شيء فانسحبوا منه. لكن الرئاسة وجهت الدعوة الأخيرة لزعماء جبهة الانقاذ بالاسم ومع ذلك لم يحضروا.. لماذا؟ لأن الدعوة للحوار كانت علي ما تم فرضه كأمر واقع وليس لمراجعته حتي، ولكن تعالوا نكمل، ما بعد الإعلان الدستوري وآثاره الباقية رغم النقاط المعيبة فيه وبعد دعوته للانتخابات ومع ذلك لا يوجد أية ضمانات للإلتزام بما سيفسر عنه هذا الحوار. أنتم متهمون بأنكم تجيدون التحدث من المكاتب المكيفة وأمام الكاميرات فقط وليس لكم وجود بالشارع السياسي.. كيف ترد علي ذلك؟ علي أي حال جبهة الانقاذ لا تدعي أنها تقود الشارع المصري، ولكن هي تقود جزءاً من الجمهور المصري وهناك معها قوي ثورية أخري.. وفرضاً إذا ذهبت جبهة الانقاذ بالكامل وجلست مع الرئيس مرسي ووافقت علي ما يريد، ستظل هناك قوي ثورية معارضة في الشارع ترفض ذلك، فجبهة الانقاذ من يصفها بذلك غير مدرك لحقيقة المشهد السياسي في مصر، ويفتقد للنظرة الموضوعية. أنتم ترفضون أي شيء دون تقديم البديل، وتدعون للتظاهرات السلمية، وغالباً ما تنقلب إلي غير ذلك ثم لا تستنكرون العنف مما يعطيه غطاء سياسياً.. كيف ترد علي هذا الاتهام؟ جبهة الانقاذ وحزب التجمع والقوي الثورية لم يضبط احد عناصرها بشكل قانوني أو حتي بالمشاهدة أو أحد أعضاء الثورة، وهو يلقي بالمولوتوف أو يحرق أو يقتل أو يسحل علي عكس ما يفعله الإخوان المسلمون ، سواء تم هذا أمام الاتحادية أو غيرها، أما عن حرق أي منشأة فقد أدناه علي مرأي ومسمع من العالم كله، ونحن نطالب الداخلية بالقبض علي مرتكبي تلك الجرائم والتحقيق معهم ونطالب الرئيس مرسي شخصياً أن يعلن عمن حرقوا المنشآت العامة المملوكة للدولة. هناك من يقول أن حزب التجمع تآكلت شعبيته بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، فلجأ إلي التحالف مع الجبهة للبحث عن دور في الحياة السياسية.. كيف ترد علي ذلك؟ تحالف الجبهة سبقه تحالف الكتلة، وسنظل في تحالفات لأن لا أحد يستطيع أن يتصدي للمهام الوطنية المتعلقة بمستقبل الشعب المصري ووحدة أراضيه وأمنه القومي منفرداً، لا حزب ولا جماعة، لكن لابد من القوي الوطنية أن تتجمع بصرف النظر عن أوزانها.. أما بالنسبة لوزن حزب التجمع فهذا موضوع يتعلق بنظرة الجمهور لحزب التجمع وحتي لو أن حزب التجمع لا يستحوذ علي أصوات ناخبين بالقدر الذي يعادل وزنه في الانتخابات العامة، إلا أن هذا له أسبابه المتعددة، ويكفينا أن حزب التجمع هو الحزب الذي منذ ما يقرب من 63 سنة ظل محافظا علي انحيازه للشعب المصري، فقد قضي حزب التجمع تاريخه في معارضة كامب ديفيد ورفض التطبيع مع إسرائيل، وهو أيضاً الذي تصدي للخصخصة وبيع شركات القطاع العام، وقال أيضاً أن المعاش المبكر يعد موتا مبكراً ووقف في مواجهة قانون الطواريء. ما رأيك في الدعوات التي تنادي الآن بعودة القوات المسلحة للحكم؟ نحن لا ننادي بعودة الجيش للحكم، ولكن الدعاوي التي تنادي بذلك تعبر عن حالة الغضب من الحالة المتردية التي وصلنا إليها في كل المستويات.. أما من يحاول الزج بالجيش في الحياة السياسية فليست القوي المدنية وحزب التجمع وجبهة الانقاذ ولكن جماعة الإخوان المسلمين هم من يحاولون ذلك وبقوة، وتمثل ذلك في إعلان الطواريء بمدن القناة وكان المطلوب من الجيش أن ينزل لقمع المظاهرات، ولكن قيادة الجيش كانت أذكي ولم تفعل ذلك ونحن نرفض محاولة الزج بالجيش لدخول الحياة السياسية أما الإخوان فهم يريدون حماية الجيش لهم. وهل لديكم مشروع سياسي متكامل جاهز للطرح وقابل للتنفيذ حال صعودكم للحكم الآن؟ ليس عندنا كحزب أو جبهة فقط، ولكن عند كل طفل ومواطن مصري، فلو سألت أي طفل في مصر عن برنامجه سيقول: عيش، حرية، عدالة اجتماعية.. وسيحاسب أي حاكم عن مدي توافر الحد الأدني من العدالة الاجتماعية والخدمات الضرورية، وهل هناك حريات حقيقية أم لا؟.. هل هناك امكانية لتداول السلطة أم لا؟ ومع ذلك لدي حزب التجمع برنامج من قبل الثورة وجبهة الانقاذ لديها نقاط برامجية، وخلال أيام ستعلنها، وهو برنامج اقتصادي اجتماعي لحكم مصر ليس بديلاً للنظام الآن ولكن لتحقيق أهداف الثورة. البعض يقول أن مقاطعتكم للانتخابات البرلمانية هو إفلاس سياسي ومحاولة منكم لإحراج النظام الحاكم.. كيف ترد علي ذلك؟ أولاً نحن لا نريد إحراج النظام بل نريد اسقاطه حقيقة وليس فقط إحراجه، لأنه سلطة نحن نراها مستبدة ومقاطعة الانتخابات هي رسالة من الجبهة لشعبنا، أن ما يتصور الشعب أنه ممكن أن يحدث عبر الانتخابات من تداول سلمي للسلطات عبر حصول الجبهة علي أغلبية البرلمان، ثم تنتقل السلطة إلي جهة أخري غير الإخوان، هذا الطريق مغلق وهذه رسالتنا لشعب مصر بأننا لن نشارك في هذه الانتخابات، لأن طريق التداول السلمي للسلطة مغلق. كيف تنظر الي ما اعتبره بعض الناس منحاً للضبطية القضائية لهم مؤخراً ونفته النيابة العامة؟ أراها دعوة للقتل ونشر الفوضي بين المواطنين علي الجهات المختصة أن تقابل هذه الفوضي بمنتهي الحسم والعنف لمنع انتشار الميلشيات المسلحة في الشارع وهذه الدعوة أطلقت، أولاً من وزير الأوقاف بتوجيهه لخطباء المساجد ليعلنوا في كل أنحاء مصر بالتوجيه لتكوين لجان شعبية ثم يتلوه وزير العدل للتأكيد بأن هناك سنداً من القانون للجان الشعبية ثم يخرج الأمر بصراحة ويعلن عن تكوينها، ويقول عاصم عبدالماجد أحد شركاء قتلة السادات أن ذلك سيحفظ الأمن الآن ويأتي بعده طارق الزمر ولا يقل عنه نزوعاً للعنف ويقول سنعمل قانوناً لهذه اللجان نعرضه علي مجلس الشوري وستكون معاونة للشرطة وتابعة لرئيس الجمهورية، وحتي هذه اللحظة لم ينف رئيس الجمهورية هذا الكلام، وعندما نفي الكلام عن طريق بيان للرئاسة لم يأمر بالقبض علي هذا الرجل الذي يدعو باسم رئيس الجمهورية لتكوين ميلشيات وهذا رجل له وجود بالبرلمان وشريك في منظومة الحكم. وأخيراً ما رأيك في الأحداث التي وقعت أمام مقر الإخوان المسلمين بالمقطم؟ كان من الممكن ان نتلاشي كل ما حدث بإغلاق هذا المقر نهائياً، لأن هذا الكيان غير قانوني وليس له أي صفة لا اجتماعية أو سياسية، فكيف أصنف هذا الكيان ومن يراقب ميزانيته ومن يستطيع أن يعرف ما يحدث بداخله ومن يدخل ويخرج، وكل هذا خارج اطار القانون. هل أنت متفائل بمستقبل مصر السياسي؟ نعم، وستنتصر الثورة والمد الثوري يقوي شيئاً فشيئاً إلي أن تحقق أهدافها، وقد كسر الشعب المصري حاجز الخوف ويشارك في صنع المستقبل الآن.