يجده الكثيرون هادئاً لا يدلي بتصريحات كثيرة عن رئاسة الجمهورية متحفظا في كلامه لا يحب أن يقحم نفسه في أمور الرئاسة، قائلا: "للرئاسة متحدث باسمها".. إنه الدكتور بسام الزرقا الذي ترك منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية فور إقالة رفيقه في حزب النور الدكتور خالد علم الدين بطريقة مهينة ومسيئة استنكرها الجميع. "المصريون" حاورته بعد تركه منصب مستشار الرئيس متحدثًَا عن كواليس الأزمة المشتعلة بين حزب النور ومؤسسة الرئاسة وتقييمه لأداء الحكومة الحالية ولقاءات الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب "الحرية والعدالة" مع رموز جبهة الإنقاذ، مؤكدا أن مبادرة حزب النور كانت ملمة لكل ما اختلفت عليه القوى السياسية.. وإلى نص الحوار: • بعد الأزمة التي اشتعلت الآن بين حزب النور ومؤسسة الرئاسة من ناحية، وجماعة الإخوان المسلمين من ناحية أخرى، هل تعتقد أن مبادرة حزب النور ستكمل مهمتها وتنجح أم ستفشل كمبادرات كثيرة سابقة؟ - أخذ نفسا عميقا ونظر بحدة، قائلا: المبادرة ستنجح إذا لاقت قلوبًا مخلصة تعمل لمصلحة مصر وتعلي مصلحة الوطن فوق مصالحها الشخصية، وأحب أن أؤكد لك أن ما يخرج من القلب سيصل إلى القلب. • صرح الدكتور سعد الكتاتني بعد لقائه لعدد من قيادات جبهة الإنقاذ كالدكتور البرادعي والدكتور السيد البدوي، بأن اللقاء الذي جمعهم به لم يتطرق إلى مبادرة حزب النور، فما تفسيرك لهذا التصريح؟ - الكل يرى أن مبادرة حزب النور تناقش وضع الحكومة الحالية والانتخابات ومشكلة القضاء والنيابة وما يترتب على ذلك من الناحية الاقتصادية، وأيضًا من يصرح يجب أن يصرح بما حدث وليس ما لم يتم مناقشته، وما أريد أن أعرفه الآن عن ماذا كانوا يتناقشون، لأن المبادرة جمعت كل شىء، فهل كانوا يناقشون جدول الدوري العام لكرة القدم المصرية؟ • كيف ترى تعامل جماعة الإخوان المسلمين مع حزب النور في الفترة الأخيرة، وبالتحديد بعد إقرار الدستور وطرح مبادرته على مؤسسة الرئاسة؟ - حزب النور لا يتعامل مع أحد بنفس معاملته ويتعامل دائمًا معهم بعكس معاملتهم مع حزب النور، وأحب أن أؤكد أننا نعامل غيرنا بما تربيت عليه من أخلاق وآداب ومعاملات كريمة. • الأزمة الأخيرة التي شهدها حزب النور مع جماعة الإخوان المسلمين بعد إقالة الدكتور خالد علم الدين مستشار الرئيس وتقارب وجهات النظر بين النور وجبهة الإنقاذ، هل هذا ينبئ عن تحالف بين الجبهة والنور خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - نحن لا نقبل التحالف مع أي جهة إلا بشروط معينة لا نستطيع تغييرها أو التخلي عنها، وشرط التحالف عندنا ألا يكون الطرف الآخر معاديًا للمشروع الإسلامي أو رافضًا للشريعة الإسلامية، وفي هذه الحالة يمكن التحالف معهم مادامت المبادئ لم تتغير والشروط متفق عليها بين الجانبين. • ومتى سيبدأ حزب النور في اتخاذ خطوة نحو التحالفات والاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - دعني أقول لك إن قرار التحالفات سيتم البدء فيه بمجرد فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية وإقرار قانون الانتخابات البرلمانية بشكل نهائي، ولكن ما يشغلنا في تلك المرحلة الحرجة بمصر هو لم شمل القوى السياسية حول أجندة محددة وهدف وطني حقيقي حتى يمكن احتواء الأزمة الراهنة والخروج منها قبل أن تنقلب الأمور على الجميع. • ما تعليقك على تصريح الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بأن التحالف مع جماعة الإخوان أمر مستبعد؟ - بابتسامة هادئة تحمل تساؤلات كثيرة وإيحاءات أكثر، قال: هذه وجهة نظر الدكتور ياسر برهامي وهذا ما ينصح به دائمًا وينادي به وأيضًا هذا ما يسأل عنه لماذا. • ما تقييمك لأداء الحكومة الحالية؟ - أريد أن أوضح شيئاً هامًا للناس قبل أن أجيب وهو أن الدكتور هشام قنديل على المستوى الشخصي رجل محترم، ولكن الحكومة الحالية ليست حكومة المرحلة الحالية، لأنها فشلت في تقديم ما يطلبه جموع المواطنين. • رسالة تود أن توجهها للرئيس محمد مرسي ولجميع القوى السياسية؟ - بنظرة تفاؤل وأمل، قال: أحب أن أقول لهم جميعًا إن مصر بلدنا غالية علينا جميعًا، فإن انطلقت وسارت فهي لخيرنا، وإن تأخرت أو تعثرت، فهذا جزاء ما نفعله بأنفسنا جزاءً وفاقاً.