مصطفى حمدى مصر رايحه علي فين؟ هو السؤال التقليدي الذي يتداوله المصريون علي مدي عامين وبلا اجابة واضحه .. يكذب من يقول لك إنه يعرف حقيقة مايحدث أو ماسيحدث، فمن ذا الذي يقرأ طالع هذا البلد في ظل الأحداث المتلاحقة بحدتها وعبثها ؟! الوحيد الذي أقنعني بإجابة هو الروائي عز الدين شكري ، فروايته "باب الخروج" تبدو وكأنها قراءة في كف هذا البلد الواقف علي شفا حفرة من النار، بسلاسة واسترسال وقدرة علي تصور وتوقع الأحداث يسرد عزالدين شكري رسالة يكتبها مترجم برئاسة الجمهورية لابنه يحكي فيها قصة حياته التي تجسد تاريخ مصر في ثلاثين عاماً عشر سنوات قبل اندلاع الثورة والعشرين عاما التالية لها . المثير أن عز الدين شكري امتلك في سطور روايته بصيرة واستشرافا مكناه من التنبؤ بأحداث وقعت بالفعل خلال الأشهر الماضية مثل انفجار الالتراس وخروجهم عن السلمية والانهيار الثاني للداخلية أمام عنف الشارع وأخيرا الدعوة التي اطلقها النائب العام لمنح المواطنين حق الضبطية القضائية والتي رحم الله هذا الوطن بأن لم تنل فرصتها في التنفيذ وإلا كان سيناريو "باب الخروج" قد تحقق علي ارض الواقع . لن أحكي لك عن نبوءة الرواية لمستقبل مصر الذي قد يدفعك فوراً للوقوف أمام أقرب سفارة تفتح باب الهجرة لبلدها، ولن أُرجع تلك النبوءات الصادقة الي كون كاتبها أستاذا في العلوم السياسية ولكنها حالة الاستشراف والخيال التي يتمتع بها المبدعون من كتاب وفنانين وما الي اخر أشكال الإبداع، أما أهل السياسة بكل نظرياتهم وصفقاتهم فلا يمتلكون القدرة علي رسم سيناريوهات غير منطقية في زمن ساد فيه اللامنطق.. قبل عز الدين شكري قرأ يوسف شاهين طالع مصر في فيلمه "هي فوضي" عندما تنبأ بثورة الشعب ضد الداخلية قبل اندلاعها بسنوات والآن جاء الدور علي "باب الخروج" .. ولكن يبدو أن كل الأبواب مغلقة.