كتبت الأسبوع الماضي تعقيبا عما صرح به المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية، عن إنشاء مدن للمعارض والمؤتمرات باستثمارات 1.3 مليار دولار.. وما انتهت إليه وزارة الصناعة والتجارة الخارجية من إعداد لاستراتيجية شاملة وطموحة لتنمية منظومة المعارض والمؤتمرات لتنفيذها علي خمس سنوات خلال الفترة من 2014 - 2018.. وأشرت من خلال مقالي " عفوا.. أرجعوا الفضل لأهله" إلي جهود المهندس شريف سالم رئيس مجلس إدارة هيئة المعارض والمؤتمرات السابق، والذي يرجع له كامل الفضل في وضع تلك الاستراتيجية، وكذلك الخطة التنفيذية، وما تم من تنفيذه، والذي لم يضف إليه جديدا منذ تركه لموقعه.. ووجهت لوما لوزير الصناعة علي إغفاله لفضل المهندس شريف في الإعداد والتخطيط بوعي كامل يفعل به برامج التنمية - المفقودة الآن - سعيا للنهوض بآليات وضع حلول عملية للخروج من المأزق الاقتصادي الذي تعيشه مصر. وظننت أن وزير الصناعة والتجارة الخارجية سيصدر تعليماته لمساعديه بالبحث والاستفادة بما جاء به المقال، وانتظرت مبررات منطقية تكشف عن دواعي هذا التجاهل لأصحاب الفضل فيما تحقق علي أرض الواقع لهذا المشروع العملاق.. ولكن علي ما يبدو أن بعض وزراء ما بعد ثورة يناير ليس لديهم وضوح رؤية وبصيرة تمكنهم من تصحيح المسار، فعمل وزراء ما قبل الثورة.. لا يصلح الآن!.. بل زاد الطين بلة أن أداءهم لم يرتق لمفهوم وزراء حكومة ثورة، وهذا ما يؤكد قصور الأداء، وليس من غضاضة في البحث عن مشاريع لها مقومات النجاح في الدفاتر القديمة.. وهو فعل نقدره، ولكن مع حفظ حق الآخر فيما اجتهد فيه، فالاجتهاد واجب قومي علي كل مسئول، يلزم عليه السعي الدءوب لتحقيق التنمية الناجزة لتجاوز الأزمات خروجا من المأزق الذي احتدم معه الخناق علي رقاب المواطنين، وزادت به المعاناة، ليزداد الوضع الاقتصادي سوءا عما قبل الثورة. ما نراه من وزير الصناعة والتجارة الخارجية في هذا الشأن يحتاج مزيدا من التمحيص والدراسة حتي تتسني لنا استفادة حقيقية من المشروعات سابقة التجهيز قبل الثورة، وليس عيبا أن نشهد لها ولمن قام بإعدادها بالفضل، كما أنه لن يصيبنا ضر إذا استعنا بمن أعدوا لها، فمهندس البناء الذي يملك أدوات تحقيقه هو خير من يملك القدرة علي تنفيذه كاملا، ولم لا؟.. وخاصة أن ما صرح به وزير الصناعة ليس به أية إضافة عما سبق ان صرح به المهندس شريف سالم عندما كان رئيسا لهيئة المعارض والمؤتمرات، والذي كان وقتها يسير بخطي ثابتة نحو تحقيق المشروع المستهدف، والذي كانت سلبيات النظام البائد هي المعوق الرئيسي التي تقف حائلا أمام إتمامه المشروع وإنجازه.. وكنت آمل أن يستدعي المهندس حاتم صالح وزير الصناعة، المهندس شريف سالم ويعقد معه لقاء عمل يتدارس خلاله السبل لتحقيق هذا المشروع، للوقوف علي خبرة من سار طريقا طويلا ليأتي بالإستراتيجية التي صرح بها الوزير، فخبراء التخطيط والتنمية يؤكدون أن المشروعات القومية تحتاج لمشاركة إيجابية حقيقية، يفعل فيها جهود الجميع، خاصة عندما تؤكد الأيام أن ما تم إنجازه هو الأفضل والأصدق. وما سبق أن أوردته، يجعلني ويجعل من يعمل علي تدارك الأمور بنهج علمي، نضع إصبعنا علي آفة تدهور الأحوال في مصر الآن، فليست الطنطنة الكلامية، وما يثار من ثورة شك وتشكيك، هي بقادرة علي خروجنا من المأزق.. إنما إعمال المنطق والعقل واتباع المنهج العلمي في الإدارة، بالإضافة إلي الاستفادة من خبرة أهل العلم والمعرفة المحترفين هم السبيل الحقيقي لتحقيق النهضة التائهة مساراتها، والتي لو أصرت حكومة د. قنديل علي إغفال دورها في رفع المعاناة عن المواطنين لظلت الثورة في الميدان، وما أدراك لو استمر ذلك، فالوقت ليس في صالحنا، رئيسا وحكومة ومعارضة وشعبا، فلننتبه حتي نتجاوز أزماتنا، ولتكن المشاركة إيجابية من كل الطوائف والأطياف، مشاركة يجمع لها كل المصريين.. وتحيا مصر.