لم أجد أي منطق.. ولا حتي مبرر »مقنع«.. وراء إصرار المجلس الأعلي للجامعات علي منع الطلاب من ممارسة العمل السياسي تحت دعوي أن الجامعة للدراسة فقط.. فهذا اسمح لي... كلام »خايب« وطبقناه من عشرين »سنة« فكانت النتيجة اننا »أخرجنا« للبلد الطالب المثالي »طور الله في برسيمه« حفظه الله.. بتاع سكة السلامة، والمشي جنب الحيط واللي يتجوز امي..، وفي الوقت نفسه خدمنا بفتح الخاء علي »انتشار« الإخوان في الجامعات.. لأنهم كان الفصيل الوحيد المسموح له »بالتحرك« فيها بطولها وعرضها ومدرجاتها.. كدعاة لوجه الله.. لا سياسيين يعملون من أجل الجماعة. وما اخبيش عليك فقد خاب ظني في أساتذة الجامعات فيمن يفترض فيهم أنهم »نخبة« الفكر والحريات ورعاة النشء ومعدي أجيال المستقبل.. لأن قرارهم ده.. وافق »هوي« النظام السابق والحالي في ألا يعرف »الطالب« أي شيء عن الحريات والحقوق ولا السياسة ولا العمل السياسي.. أو أن تكون لديه وأمامه »توجهات« حزبية متعددة يستطيع من خلالها، وبالممارسة أن يستقرئ ويتبين أي توجه من بينها الأصلح لبلده (اشتراكي، رأسمالي، هندي، سوشي) فيتبناه، ويدعو له، ويدافع عنه.. فالحكام لا يريدون » وجع دماغ« او من يفتح عليهم الابواب » ليستهووا « ونفسهم ومني عينهم ان يظل القطاع الأكبر من الطلبة محافظاً علي كونه المثالي »طور الله« بما يضمن ألا يخرج من بين الطلبة يوماً »سياسيين« حقيقيين (مش الأونطة والمنافقين اللي ماليين السوق) يعرفون ويقدرون معني الديمقراطية الحقة (مش الشردحة والشرشحة) ويقرفوهم في عيشتهم . وبصراحة، وعلي بلاطة فأنا لا أستطيع أن أفهم أو أفسر هذا القرار.. إلا بسوء نية.. فمعني غياب الوعي السياسي لدي الطالب في مرحلة الجامعة وعدم ممارسته السياسة فعلياً وعملياً لتكون جزءاً من تكوينه في مراحله الأولي، وبداياته.. تعني أنه لن »يعرفها« أبداً ولن يمارسها، ولن يدرك أي طريق يسلك (لينتقل بعد تخرجه من مرحلة طور في برسيمه إلي طور في ساقية) وهنا يكمن سوء القصد.. أن يظل الشباب »نهباً« لمن يخدعونه سياسياً، وحتي يستمر ملعب »الحكم والبرلمان والحكومة« مغلقاً (في بلدنا).. علي حزب حاكم مسيطر بمن لديه من »أتباع« (خبرة في المجال).. ومعارضة مارست السياسة علي »كِبَر« ووفق شروط النظام، ونسيت تغيرها بسبب إصابتها بالشيخوخة والزهايمر ولم تستطع أن تضيف أو تضم إليها عناصر أو دماء جديدة من الشباب الذين.. يعتبرونها.. مثل الديناصورات المنقرضة.. ولتظل »اللعبة« علي ما هي عليه.. (حكم مش عاجبنا ومعارضة لا تصلح) فلا »نجد« »بديلا« عن الاتنين.. فنطالب من خيبتنا بحكم عسكري »تاني«. وأظن ان ثورة يناير التي تحولت الي »طامة« و نكسة خير شاهد ودليل.. فمن كانوا نواتها.. تركوها تقع في »حجر« صاحب النصيب لغياب الرؤية السياسية لديهم وعدم فهم خفايا السياسة والألاعيب الحزبية.. ولهم عذرهم.. فقد حرموا منها بفعل فاعل (الجامعات وأساتذتها) ولم يأخذوها حتي »نظري«.. باعتبارها عيب وقلة أدب و»ميصحش« تدخل الجامعة .. وبعد هذا كله »يأتي« القرار »الخايب« وكأنه »مطلوب« أن يظل الإخوان من يمارس السياسة بمفرده، وبراحته، وتحظر علي الطلبة ممارستها »بقرار يقول العلم لا يكيل بالباتنجان«.