انفجرت الأوضاع علي مدي الأسبوعين الماضيين في عدد من الجامعات الخاصة بصورة أصبحت تنذر بالخطر نتج عنها الإطاحة برئيس الجامعة البريطانية والأمين العام للجامعة، وصدام حاد في جامعة مصر الدولية بين عدد من طلابها وقيادات الجامعة بسبب كوبري مشاة مطلوب إنشاؤه علي طريق مصر- الإسماعيلية عجزت الجامعة عن تنفيذه بسبب رفض الجهات المختصة، وذهب طلاب المعهد العالي للطيران بإمبابة لمحاصرة وزارة التعليم العالي بعد أن أغلقوا باب المعهد وأوقفوا الدراسة به لإجبار الوزارة علي تحويل المعهد إلي كلية، وفي جامعة العاشر تقرر -بعد وقف القبول بها - تحويل جميع طلابها وتوزيعهم علي ثلاث جامعات خاصة أخري استثناء من كل قواعد التحويل إنقاذا لمستقبل 350 طالبا وطالبة، فماذا حدث بالضبط في هذه الجامعات، وماذا ينتظرها من أحداث خلال الأسابيع القادمة ؟ هذا ماسوف تكشف عنه صفحة "هنا الجامعة" بالتفصيل. كانت الجامعة البريطانية قد شهدت علي مدي الأسبوعين الماضيين اعتصاما لطلابها لم يفضوه إلا بعد الإطاحة برئيس الجامعة د. أحمد أمين حمزة ومعه سامي المصري أمين عام الجامعة وبعد أن حصلوا علي تعهد رسمي من الجامعة مكتوب بعدم ملاحقة أي طالب شارك في الاعتصام. وكان ما يقرب من 300 طالب وطالبة قد دخلوا في اعتصام داخل الحرم الجامعي وقام بعضهم بتحطيم أجزاء من الجامعة، وأغلقوا أبوابها واعتصموا بداخلها، كما قاموا بمحاصرة واحتجاز رئيس الجامعة داخل مكتبه بسبب زيادة المصروفات مقابل اعتماد شهاداتهم من بريطانيا خاصة قسم البترول بكلية الهندسة والتي تقدر ب500 جنيه إسترليني كرسوم معادلة، ورفض الطلاب طلب د0حمزة رئيس الجامعة اللقاء معهم وبحث المشكلات التي يتحدثون عنها ومنعوه من الخروج حتي تم تهريبه من الشبابيك الخلفية في حراسة الأمن، وطالبوا بتشكيل لجنة لإعادة تصحيح أوراق الراسبين بكلية الهندسة. ولم يفض الطلاب اعتصامهم ولم تعد الدراسة إلي طبيعتها في منتصف الأسبوع الماضي إلا بعد أن تحقق لهم كل مطالبهم والتي كان علي رأسها الاطلاع علي نص استقالة د. أحمد حمزة رئيس الجامعة والحصول علي نسخة منه، والاطلاع علي قرار اعفاء سامي المصري كأمين للجامعة، وإلغاء قرار رئيس الجامعة بتحويل عدد من الطلاب للشئون القانونية في أحداث العنف التي حدثت مع بداية الاعتصام، وقد أبلغهم نائب د. مصطفي جودة القائم بعمل رئيس الجامعة حاليا عند اجتماعه بهم بموافقة الجامعة علي تنفيذ مطالبهم الأربعة، كما أكد لهم أن إدارة الجامعة قد قررت أن تتحمل نسبة الزيادة في المصروفات والتي تقدر ب500 جنيه إسترليني، وأنها ستقوم بالنظر في أوراق إجابات الطلاب مع الوفد الذي سوف يأتي للجامعة اليوم السبت من جامعة لافبرا باعتبارها شريكة مع الجامعة البريطانية وطبقا للقواعد المتفق عليها بين الجامعتين علي أن يتم إعلان النتيجة يوم 28 من الشهر الجاري. ومن جانبه أكد د0مصطفي جودة القائم بعمل رئيس الجامعة البريطانية حاليا- أن د. أحمد حمزة رئيس الجامعة السابق وهو عالم كبير وله مكانته العلمية محليا وعالميا وحائز علي أعلي جوائز الدولة قد قدم استقالته طواعية دون ضغط من أحد بعد أن تحمل الكثير من ميراث مشكلات تراكمت طوال الفترة الماضية وأراد أن يستريح وأن يعود لجامعته في المنصورة ولطلابه ومدرسته العلمية مع أننا حاولنا معه كثيرا الاستمرار معنا في مهمته. بداية الأزمة وأضاف أن الطلاب كانت لهم مطالب يريدون الأخذ بها، وقد اعتذروا لكل الأكاديميين بالجامعة من عمداء وأساتذة عما حدث ونحن في الجامعة سنعمل خلال الأيام القادمة علي أن تعود الأمور إلي طبيعتها تماما. وكانت أزمة الاعتماد الأكاديمي لطلاب قسم البترول بكلية الهندسة بالجامعة البريطانية قد تفجرت مع بداية هذا العام علي خلفية الاعتصام الذي قام به طلاب كلية الهندسة بالجامعة اعتراضاً علي عدم منحهم الشهادة المعادلة المعتمدة أكاديميا من إحدي الجامعات الإنجليزية وهي جامعة لافبرا والتي سبق أن تم توقيع اتفاقية بينهما علي أساس أن يتخرج الطلاب في الجامعة وهم يحملون شهادة معتمدة من الجامعة البريطانية في مصر ومن جامعة لافبرا في إنجلترا خاصة أنهم التحقوا بالجامعة البريطانية علي هذا الأساس ودفعوا المصروفات الدراسية العالية للحصول علي هذه النتيجة التي لم تتحقق من وجهة نظرهم. وقد إتضح أن الجامعة البريطانية في مصر بها مايقرب من 16 برنامجا وجميعها له اعتماد أكاديمي مع جامعة لافبرا البريطانية لكن ماحدث أن قسم البترول لم يكن هناك مايقابله من قسم مناظر بجامعة لافبرا وكان للجامعة الإنجليزية بعض الملاحظات علي هذا القسم ، ومع أن الجامعة البريطانية في مصر نفذت كل الملاحظات التي طلبوها لكنهم قرروا وقف اعتماد هذا القسم من جانبهم لذا لجأت الجامعة البريطانية في مصر إلي جامعة بريطانية أخري وهي جامعة " لندن ثاوث بانك " لتوقع نفس الاتفاق معها والتي جاء علي اثره زيادة المصروفات بمقدار 500 جنيه إسترليني مما دفع الطلاب للاعتصام وقررت علي أثره الجامعة البريطانية تحمل هذه المبالغ من أجل مصلحة الطلاب. ما حدث في مصر الدولية أما جامعة مصر الدولية فقد شهدت الأسبوع الماضي هي الأخري مظاهرات واحتجاجات طلابية علي تكرار الحوادث أثناء عبور بعض الطلاب لطريق القاهرة- الإسماعيلية الصحراوي الذي تقع في بدايته الجامعة، وقد بدأت هذه التظاهرات بعد إصابة إحدي طالباتها في حادث تصادم عند عبورها نهر الطريق، وكان المطلب الأساسي للمتظاهرين هو إنشاء كوبري علوي أمام الجامعة يسمح بالعبور الآمن للطريق، ونظرا لأن إنشاء الكوبري كما تقول إدارة الجامعة يقع خارج اختصاصاتها، فقد بادرت بمخاطبة الهيئات الحكومية المعنية بالأمر وعرضت تحمل نفقات إنشاء الكوبري، ومع ذلك استمرت المظاهرات من بعض الطلاب، كما قامت الجامعة بتخصيص أتوبيس كل 15 دقيقة لنقل الطلاب علي جانبي الطريق بطريقة آمنة وسليمة ولكن بعض الطلاب رفضوا استخدام الأتوبيس واستمروا في التظاهر من أجل الكوبري. وبدأت هذه المظاهرات تأخذ شيئا من العنف ومنها محاولة اقتحام مكاتب القيادات الجامعية وحصار المبني الرئيسي وترديد الهتافات العدائية مما تسبب في منع الطلاب من الوصول إلي قاعات المحاضرات، وعليه صدر قرار من د. شبل الكومي رئيس الجامعة بإحالة مثيري الشغب ومرتكبي أعمال العنف إلي التحقيق وكان عددهم إثني عشر طالبا إلا أن هؤلاء الطلاب تحدوا قرار رئيس الجامعة واقتحموا بوابات الدخول بمساعدة عدد من زملائهم وآخرين من خارج الجامعة وحاصروا المبني الرئيسي في محاولة لفرض الفوضي والاضطراب والاعتصام في الحرم الجامعي. فتحوا أبواب الحوار وخلال هذه التظاهرات فتحت الجامعة جميع أبواب الحوار مع الطلاب لشرح علاقة الجامعة بقضية إنشاء الكوبري أو تنظيم المرور واستدعت عددا من أولياء الأمور لشرح الموقف والتحذير من استمرار تلك المظاهرات التي لم يكن لها سبب منطقي من وجهة نظر الجامعة، ومع ذلك استمر بعض الطلاب في إثارة الشغب وتعطيل الدراسة، وبعد إجراء التحقيقات صدر قرار د.شبل الكومي رئيس الجامعة بتخفيف العقوبات علي الطلاب حرصا علي مستقبلهم وتمكينهم من استمرار الدراسة حيث تراوحت العقوبات بين الإنذار والحرمان من الدراسة لمدة أسبوعين تنتهي اليوم، وأكدت الجامعة أن هذه العقوبات هي عقوبات مخففة بالنظر إلي ما قام به هؤلاء الطلاب روعي فيها البعد التربوي والاخلاقي أكثر من العقوبة ذاتها لأن الجامعة تري أن هذه المظاهرات جاءت تعبيرا عن حالة الإحباط العامة التي تسود البلاد ولكنها في الوقت ذاته لن تسمح بتعطيل الدراسة أو تعريض أمن الطلاب وسلامتهم في الحرم الجامعي لأي نوع من الأخطار لأن ذلك يمس صلب رسالة الجامعة. وعلي الجانب الآخر بدأت جامعة مصر الدولية كما يقول د. حمدي حسن نائب رئيس الجامعة بالتعاون مع الهيئة العامة للطرق والكباري والإدارة العامة للمرور في إعادة تنظيم شاملة للمرور في المنطقة المحيطة بالجامعة، ويؤكد أنها لن تتردد في إنشاء الكوبري إذا ما تم الحصول علي موافقات الهيئات المعنية بالموضوع.