لو ان من يسمون انفسهم »جبهة الانقاذ«- وما هم الا جبهة للخراب والدمار- كانت لديهم ثقة بأن لهم قاعدة شعبية تساندهم، لما فكروا لحظة في هذا الانسحاب المخزي من انتخابات مجلس النواب القادمة.. والمثير للسخرية انهم يحاولون ان يظهروا انسحابهم وكأنه موقف بطولي نابع من ايمانهم بحق الشعب في الحرية والديمقراطية، وهم في حقيقتهم لا يؤمنون سوي بأطماعهم في السلطة والمال، ولو كان ذلك علي حساب دماء الشباب ومصالح الشعب وتدمير اقتصاد مصر، وما لهم هم واقتصاد مصر، مادامت جيبوهم عامرة بالدولارات واليوروهات والريالات والدنانير، ومن اجلها يبيعون بلدهم ومستقبل وطنهم، ويبيعون حتي شرفهم، ان كانوا في الاساس من اصحاب الشرف؟! لقد اكدت الدراسات ان اكثر من ثلث الشعب المصري لا يعرف شيئا عما يسمي »جبهة الانقاذ«.. والمؤكد ان اغلب الثلثين لا يعرفون عنها الا كل ما هو يشين صاحبه، ويعرفون تحريضها الدائم والمستمر علي تعطيل المصالح وقطع الطرق وترويع الآمنين في اماكن العمل، ولذلك فإن اعضاءها لا ينالون من غالبية الشعب سوي الازدراء والاحتقار.. وهل يستحق الكذابون والمهيجون وقاطعو الطرق ودعاة الهدم والتدمير والخراب إلا الازدراء والاحتقار؟! يتحدث الكثيرون عن تلك القنوات الفضائية المشبوهة، التي تديرها عقليات خبيثة وضمائر شيطانية وقلوب سوداء حاقدة، ولا يعمل بها الا الافاقون وشواذ الفكر والعقيدة، والتي لا تبلغ مداخيلها شيئا يذكر مقابل نفقاتها الباهظة، بما يؤكد ان تمويلها الباهظ التكلفة يعتمد علي اموال اللصوص التي نهبوها وهربوها من مصر، علي أمل ان يعودوا مرة اخري لسلب وسرقة ونهب المزيد، وايضا اموال اعداء مصر من بين من كنا نعتبرهم اشقاء.. ولكن هناك اعلاما »داعراً« آخر يسعي لإحداث الفتنة وإشعال مصر، ويتمثل في تلك الصحف التي تصدر كل صباح مليئة بكل انواع الاكاذيب والسفالة والبذاءة والتحريض.. وتتبع نفس اصحاب الذمم الخربة الذين يطلقون علينا فضائياتهم تنبح وتعوي علي مدار اليوم.. والعجيب والمريب والمثير للسخرية ان الذين يطلون علينا بوجوههم الكالحة وأقلامهم المسمومة، والذين وصلت اجورهم للملايين، لا يتحدثون الا عن الشعب »الغلبان« وحقه في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية! وتطبيقا للمثل العربي الشهير »يكاد المريب يقول خذوني«.. خرجت علينا احدي الصحف »اياها« والتي تنفق الملايين بلا اي عائد يذكر، بحديث افردت له صفحتين من صفحاتها الملوثة، للخروف الاماراتي الشهير، واستعرض فيه هذا »الخرفان« قاموسه البذيء لإظهار مدي حقده وكراهيته لمصر والمصريين.. وأعتقد انه من خلال هذه الصفحات المدفوعة الثمن مقدما يستطيع ان يبث سمومه وان يبتلعها المصريون بسذاجة، مع انه يدرك جيدا ان المصريين الذين علموه وجعلوا منه -وأمثاله- شيئا يشبه »البني آدم« ليسوا سذجا وإنما هو الساذج و»العبيط«.. ولكن اذا كان هذا هو قدرنا، مع من علمناه وربيناه وأشبعناه من بعد جوع، فما بال اناس من بني وطننا مصر يبيعون ذممهم وضمائرهم وصفحاتهم لهذا »الخرفان« ودراهمه؟!