إنهاك الدولة بنشر الفوضي والضغط الاقتصادي علشان نسمع الگلام! ما يجري في سيناء وعلي الحدود الغربية وإضعاف الشرطة هدفه إرباك الجيش! مصر تواجه حربا نفسية من نوع جديد.. يطلق عليها الغرب حروب »الجيل الرابع«.. فالقتل فيها يتم بقفاز من حرير.. وبدون إسالة قطرة دم واحدة.حرب يُترك القتال فيها للشعوب ضد نفسها، فلا قنابل ولا صواريخ ولا تكاليف بالمليارات.هذه باختصار نوايا الخارج تجاه مصر.. تمهيداً لإضعاف دورها في المنطقة والضغط عليها للنهاية حتي لا تستطيع أن تقول »لا«.. وتنصاع ولا تنطق غير كلمة نعم.فالحرب في النهاية هي تنفيذ أجندات المصالح للقوي الكبري.. والوسيلة هي تحويلنا إلي دولة فاشلة غير قادرة علي إدارة حياة مواطنيها. انظروا ما يحدث في مصر وتعالوا نقرأ هذه السطور حتي نعي ما يدور: مصر تمر بمرحلة شديدة الخطورة.. ولأول مرة تكون الحدود البرية المصرية كلها مصدراً للتهديد والخطورة.. ففي سيناء هناك عناصر إرهابية تم تهريبها عبر الحدود لتسكن الجبال وتشن هجومها علي الرجال من وقت لآخر، وعلي الحدود الغربية قرب السلوم أنشأت الأممالمتحدة معسكراً ضخماً لتجميع اللاجئين الأفارقة من كل حدب وصوب، وفي الجنوب هناك من يحاول »اللعب في الدماغ« مع إخواننا أهالي أسوان.. فيما يعرف عسكرياً باسم نظرية شد الأطراف كما يقول اللواء د.محمود متولي الخبير والمحلل العسكري وزميل كلية الدفاع الوطني. مضيفاً أن ما يجري في سيناء وقرب السلوم وعلي أرض أسوان اضافة للعاصمة ومدن القناة هو جزء من مخطط شامل لإثارة الفوضي في ربوع الوطن مرة بالضغط الشعبي وأخري بالضغط الاقتصادي ورابعة بإثارة الرأي العام عن طريق الإعلام المأجور والهدف في النهاية واحد هو اخضاع مصر والتأثير علي جيشها العظيم، عن طريق شن الحرب النفسية علي المصريين. فالحروب ليست عسكرية فقط.. ولكن لها وجوهاً كثيرة، وقد تكون عسكرية أو اقتصادية أو اجتماعية، وقد يتم شنها من الداخل أو الخارج، وأدواتها قد تكون ظاهرة للعين أو تكون مخفية وتتم في الظلام. لذلك يقول خبراء التخطيط الاستراتيجي كما يقول د.متولي: في العالم كله إن الحرب التقليدية التي تتواجه فيها الجيوش وتحتل الأراضي وتسفك الدماء بالقنابل أو بأسلحة الدمار الشامل ستختفي خلال عقود، ليحل محلها نوع آخر من الحرب يطلق عليه »الجيل الرابع«، فهي حرب بلا تكاليف ضخمة علي الجانب المهاجم لكن تسبب خسائر مهولة للجانب المدافع، لا تتوقف عند الخسائر المادية بل تمتد لما هو أعمق وأخطر وتهدد به بنية المجتمع ذاته وتركيبته السكانية وطبيعة العلاقات بين البشر. أصل الحكاية وما تواجهه مصر حالياً من فتن وفوضي هو تطبيق عملي لهذا النوع من الحروب، فعل محدد والقبول بإرادة الطرف المهاجم والانصياع له ليس بقوة السلاح وسفك الدماء ولكن بوسائل أكثر نعومة وبأقل تكلفة، وليس بجيوش تغزو وتنتقل من مكان لآخر، ولكن تدمير الأعداء من خلال شعوبهم وباستخدام الاعلام والمال ونشر الفوضي. وتعود جذور هذه الحرب قبل 01 سنوات من الآن.. وبالتحديد منذ عام 3991، عندما بدأ صمويل هنتنجتون أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد، وكان أحد رجال الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان خلال الثمانينيات في كتابة مجموعة من المقالات حول صدام الحضارات، قام بنشرها في المجلة السياسية الشهيرة »الفورين بوليسي« ثم جمعها في كتاب بنفس الاسم نشره عام 6991. وقام بتقسيم العالم وفق تلك المقالات إلي 8 حضارات قسمها علي أساس ثقافي، فقال ان هناك العالم الكاثوليكي الذي تمثله أوروبا وأمريكا، وهناك العالم الإسلامي، وهناك الأرثوذكسية المسيحية في روسيا وجنوب وشرق أوروبا، ثم حضارات آسيا وتشمل الصين ثم الهند ثم اليابان، وأخيراً هناك الحضارة الافريقية الزنجية، ثم حضارة أمريكا اللاتينية، وقال إن الصراع العالمي القادم سيكون بين هذه القوي الثماني، وكلها أفكار ترتبط باليمين المسيحي الصهيوني. لكن المفاجأة كما يقول الخبير العسكري ان هذه الأفكار قد تحولت من مجرد أفكار إلي خطط واقعية يتم تطبيقها علي أرض الواقع منذ عام 1002 بعد تفجيرات مبني التجارة العالمية وإلصاق التهمة بالإرهاب والإسلام الذي تم وضعه كعدو رئيسي في صدام الحضارات، خاصة بعد انتهاء الولاياتالمتحدة من الحرب الباردة مع المعسكر الشرقي واخراج الاتحاد السوفيتي من المعادلة الدولية وتفكيكه لعدة دول علي أساس عرقي وثقافي. علي إثر ذلك بدأت مفاهيم أخري تتحدد من داخل أفكار هنتنجتون كما يقول د.محمود متولي، وبالتحديد منذ عام 2002 فظهرت مفاهيم الشرق الأوسط الكبير والفوضي الخلاقة والدولة الفاشلة، وبدأت مواقع إليكترونية مشبوهة تعمل علي تدمير الدول من خلال مواطنيها وليس بأموال دافعي الضرائب في أمريكا كما كانوا يقولون وبدأوا حرب الجيل الرابع لصالح إسرائيل، بهدف تفتيت دول المواجهة، وبدأت الصهيونية العالمية تمهد المسرح الدولي لذلك. ولكي يتم هذا كما يضيف الخبير العسكري: كان يجب هدم كيان الدولة من خلال اسقاط هيبتها وهدم سلطاتها خاصة الجيش والشرطة والقضاء وهو ما نراه في مصر حالياً من محاولة زرع الفتن بين الشعب وسلطاته وإثارة المشاكل علي الحدود سواء في سيناء أو في الغرب أو في الجنوب.. بهدف إرباك القوات المسلحة وشغلها عن دورها الأساسي. ويقول الخبير.. الجيش هو محور الدولة في دولة مركزية عريقة كمصر، فسربوا أفكاراً حول الديمقراطية تقول لماذا لا يكون وزير الدفاع رجلا مدنيا أو امرأة كما يحدث في الخارج.. وهي أفكار تبدو في ظاهرها لامعة وهي تخفي السموم للتأثير علي قوة الجيش وتناسوا أن الوزراء في اسرائيل المتشدقة بالديمقراطية ينتمون للمؤسسة العسكرية فيها وليس وزير الدفاع فيها فقط ومع ذلك لم يقف أحد يتظاهر في إسرائيل ضد هذا الوضع!. ويتفق معه في هذا الرأي أيمن سرور خبير سياسات المنظمات الدولية والمحامي الدولي بباريس أن تمويل بعض الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني ليس بعيداً عن هذه القضية الحيوية.. فبعض هذه الجمعيات قد شارك بحسن نية فيما يحدث وإذا راجعنا أسماء وعدد مرات سفر أعضاء هذه الجمعيات خلال السنوات العشر الأخيرة للخارج سنكتشف كيف كانت الأمور تتحرك دون ان نعي ما يحدث. مصر أكبر مشيراً إلي أن الأمر لا يتوقف علي منظمات المجتمع المدني الأجنبية أو المصرية ولكن العربية أيضاً فقد رصد نشاط إحدي المنظمات العربية المشبوهة التي تقوم بأدوار أخطر مما تقوم به الأجنبية وبتمويل ضخم لا يتناسب مع إمكاناتها وحداثتها وهو دليل علي وجود جهات خطيرة تهدد الأمن القومي المصري خلفها، جانب الضغط علينا اقتصادياً من خلال عدم تزويدنا بالقروض سواء كانت عربية أو أجنبية، بجانب نشر الفوضي لكي »نسمع الكلام« وننفذ ما يطلبون منا. ويؤكد الخبير الدولي أن مصر تواجه حرب الجيل الرابع من عام 2002 من خلال الخلايا النائمة فيها، لكنها نشطت منذ عام 1102 عقب قيام الثورة، والهدف النهائي هو اسقاط الدولة بعد تحويلها إلي دولة فاشلة التي تكلم عنها هنتنجتون ووصفها بأنها الدولة التي لا يمكن أن تسيطر علي مفاصلها وبالتالي تضعف وتتلاشي وتتحول إلي دولة للجريمة المنظمة وتصبح مفتتة وبالتالي يمكن السيطرة عليها واخضاعها وهو ما يراه بمصر لكنهم تناسوا أن مصر أعظم وأكبر مما يتصورون.