»والعصر إن الانسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر«. أقسم الله بالخسارة والندم والحسرة لأي انسان لا يقوم بالاعمال الصالحة أو الدعوة إليها، وإنه لقسم لو تعلمون عظيما لانه ينذر الفاسدين المحرضين علي الشر والضلال بأشد العذاب يوم لا ينفع مركز ولا منصب ولا مال وسطوة ولا جاه ولا شلة ولا مناصرين يساعدونه علي غيه ولكنه سيكون مركز القلوب السليمة الواعية الداعية للخير والهدي إليه. وما نراه الآن لا ينتمي إلي إيه هداية للخير أو الصالحات من الأعمال بل هو بكل المقاييس دعوه للشر والضلال، فترويع الآمنين شر، سرقة الممتلكات شر، نشر الفوضي وزعزعة الأمن شر، تكدير حياة الناس شر، وتعسير معيشتهم ومضايقتهم في أرزاقهم شر. عدم العمل وانتشار البلطجة شر. الحرق والقتل والمؤامرات شر، التراشق بالالفاظ والسباب شر، الفتاوي الضالة لزيادة الفرقة والبغض والكراهية بين الناس وتقليب النفوس علي بعضها أشر الشر!! يا أهل الخير اعلموا إنما أعمالكم حسرات عليكم فالله لن يترك أي فعل تقومون به إلا واحصاه وعده لكم عدا ليحاسبكم عليه في محكمته العادلة. وليقل لي المحرضون علي البلطجة والفوضي والخراب وسفك الدماء وهتك الاعراض ماذ ا سيقولون لربهم عند سؤالهم؟! وليقولوا لي من أجل من يفعلون ذلك؟ ومن أجل ماذا؟ أم من أجل اثبات رأيهم وقوتهم أم للوصول إلي حقوقهم؟ هناك قنوات شرعية لاثبات أرائهم إذا كانت سليمة وتستحق ان تفرض وجودها. أما إن كان ما يقومون به من أجل السيطرة والسلطة فكم ستستمر مدتها مهما طالت فهي إلي زوال! ولكن حسابها سيكون عسيرا إذا لم يعطها حقها، وكم من أمم زالت ودخلت مزبلة التاريخ لانها لم تراع ربها وحقه في عباده ولكننا لا نقرأ ولا نستوعب دروس التاريخ جيدا!! وسؤالي أوجه إلي القائمين علي مقاليد الحكم اين ما وعدتونا به، الأيام تمر مسرعة ومتشابهة دون جديد غير الصراعات والاشتباكات والتناحر والفوضي!! فمتي سنبدأ البناء والنهضة والاستقرار. أنا علي يقين إنه كلما اسرعتم بتنفيذ ما وعدتم به سيكون مجالا خصبا لخلق نوع من الثقة بين المتناحرين مما سيترتب عليه هدوء واستقرار للاوضاع حتي نستطيع التقاط انفاسنا ومعاودة الحياة شبه المتوقفة. العمل وحده هو القادر علي البناء أما الكلام فغالبا ما يضيع أدراج الرياح ولا نراه علي أرض الواقع.