الفقر ليس فقط فقدان الماديات ولكنه أيضا فقدان الأمل، هذه العبارة التي قالها ألفريدو شينين احد الخبراء بهيئة التنمية الدولية السويدية يمكن أن تلخص حال الفقراء في مصر، وخاصة حين يفقدون الأمل في مجرد الحصول علي أربعة جدران تحميهم من امتهان آدميتهم وكرامتهم ،هؤلاء الفقراء ظل الحديث عنهم دائما في كل برامج الحكومات المصرية علي مدي العشرين عاما الماضية وحتي الآن، دون أن يتحقق الأمل المنتظر أو حتي يقترب من التحقق! ومع بدء الإعداد لتوقيع مذكرة تعاون بين المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء وشركة "لافارج" لصناعة مواد البناء لبحث احتياجات مصر من الإسكان وتطبيق التقنيات التي تلبي هذه الاحتياجات، ومنها كيفية استخدام الطمي المعالج لبناء المنازل في المناطق الريفية وتقليل التكلفة النهائية، عقدت الشركة ندوة استضافت "فيليب موران" وهو خبير دولي في تنفيذ برامج الإسكان الاجتماعي، وأكد الخبير المصري د. خالد غريب أن مليون مواطن يهاجرون من الريف إلي الحضر سنويا هناك 600 ألف زواج يتم كل عام في مصر، بينما عدد المساكن المطلوبة سنويا يصل إلي 600 ألف مسكن حتي عام 2020 لتلبية الاحتياجات المتزايدة، بداية من العام القادم سوف تتمتع الفئات مرتفعة الدخل في المجتمع بما يزيد عن حاجاتها من الإسكان، بينما تظل الفئات ذات الدخل المنخفض محرومة دائما من تلبية احتياجاتها! وقال أن أهم العوائق الرئيسية في الحصول علي مسكن هي عدم وجود قدرة علي تحمل تكاليف الشراء، وفي اقل أنماط الإسكان فان دفع ثمن مسكن يستغرق 19 عاما لو تم تخصيص أكثر من ثلث الدخل لهذا الغرض! كما أن التمويل العقاري في مصر لا يمثل سوي 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي كما وصلت نسبة الفائدة علي التمويل إلي 12.2٪ وبالتالي لم يحل مشكلة تمويل شراء المساكن! كما أن حجم الإسكان الاجتماعي الذي يتم إنتاجه سنويا لا يكفي محدودي الدخل لذلك يلجأ الناس إلي الاعتماد علي أنفسهم في حل المشكلة مما يزيد من حدة العشوائيات..وقال أن البنك الدولي منح مصر 225 مليون يورو لدعم برنامج الإسكان الاجتماعي لذوي الدخل المنخفض كما أن الاستثمار في العقار مازال يحقق أعلي عائد علي الأموال المستثمرة ويصل إلي 6.5٪ بينما لا يتجاوز العائد علي الاستثمار في الودائع 1.6٪ .. وقال الخبير الدولي فيليب موران أن هناك تجارب تم تنفيذها في بلدان نامية تعاني نفس المشكلة مثل الهند واندونيسيا، وتم منح قروض لمن ليس لهم دخل منظم تصل فائدتها إلي 8٪ فقط لبناء مساكنهم، كما تم تجربة استخدام الخرسانة الجاهزة الأقل تكلفه من العادية، وقال أن توفر الإرادة السياسية لدي الدولة لحل المشكلة يساهم في تحقيق تغير ايجابي، وقال دكتور خالد الذهبي رئيس مركز بحوث الاسكان والبناء أن استثمارات الدولة الموجهة للإسكان خلال عامي 2013/2012 بلغت 3.9 مليار يورو بزيادة 38٪ عن العام السابق.