صفوت غطاس-د. خالد حلمى-حسن حامد تواجه الدراما المصرية خلال 2013 مأزقا خطيرا ووضعا حرجا يمكن أن يؤدي الي تراجعها تماما بل ومن الممكن ان يصل الي درجة توقفها تماما فرغم انه باق من الزمن 5 شهور فقط علي بدء الموسم الدرامي في رمضان القادم الا ان حالة من الركود وعدم وضوح الرؤية لدي شركات الانتاج الدرامي التي لم تعلن حتي الآن عن خططها الانتاجية حتي الشركات التي اعلنت أعمالها ما زالت مجرد مشاريع علي الورق ولم تتخذ اي خطوات ايجابية ويعود هذا المأزق لما تعرضت له الشركات في الموسم الماضي اثناء بيع اعمالها للمحطات الفضائية التي اشترت دون ان تدفع مقابل هذه الاعمال حتي الآن فتوقفت دورة رأس المال لدي شركات الانتاج واصبحت الفضائيات مديونة للشركات والشركات مديونة للنجوم.. ومن اجل ايجاد مخرج لتلك الازمة نطرح في السطور التالية مبادرة حول مدي امكانية مشاركة النجوم باجورهم في ميزانيات الاعمال الجديدة من أجل دوران عجلة الانتاج من جديد. في البداية يؤكد المنتج صفوت غطاس أن فكرة مشاركة النجوم باجورهم في الانتاج فكرة غير قابلة للتحقيق ولن يقبلها النجوم انفسهم لانهم يرفضون المغامرة في ظل معرفتهم أن هناك أزمة حقيقية لتسويق اعمالهم ويتغاضون عن هذه الازمة سواء بقصد او دون قصد وبالتالي هم يفضلون اللعب في المضمون. وأضاف: هذه الفكرة لو تم تطبيقها سوف يكتشف هؤلاء النجوم الحقيقة القاسية وهي ان المنتج يجد صعوبة كبيرة في تسويق الاعمال التي تحمل اسماءهم في ظل الوضع الاقتصادي الحالي والخسارة الكبيرة التي تتعرض لها الشركات فمثلا قبل عدة سنوات عندما كنا ننتج عملا بتكلفة 20 مليون جنيه ويتم تسويقه ب22 مليون جنيه يعد هذا مكسبا كبيرا اما اليوم فالعمل الذي يتكلف مثلا 10 ملايين جنيه لن يحقق عائدا اكثر من خمسة ملايين جنيه وهذه خسارة تقع علي المنتج. وقال صفوت غطاس: خروج التليفزيون المصري من سوق الدراما خلال العامين الاخيرين أوقع المنتجين في فخ المحطات الفضائية التي يتحكم اصحابها اليوم في اسعار الاعمال الدرامية وهناك تنسيق بين المسئولين عن هذه المحطات لفرض اسعار معينة وان حدث البيع فعملية السداد تستغرق وقتا كبيرا.. وأكد غطاس أن ما يحدث حاليا في سوق الدراما هو بمثابة تدمير للصناعة والمتسبب الرئيسي في ذلك وكالات الاعلانات التي اصبحت تتحكم في الانتاج الدرامي وتفرض شروطها التي ستؤدي الي انهيار تام للصناعة. عرض وطلب وقال المنتج د. خالد حلمي ان النجوم لن يلجاوا الي فكرة المشاركة بأجورهم في عملية الانتاج لاعمالهم طالما ان هناك عرضا وطلبا عليهم في سوق الانتاج الدرامي ويمكن أن يلجأ الي ذلك في حالة واحدة وهي لو وجد نفسه غير مطلوب من شركات الانتاج بسبب اجره العالي وأضاف: مشاركة النجوم في الانتاج ليس الحل للازمة التي تواجهها صناعة الدراما المصرية بل الازمة تعود للاجور المبالغ فيها لهؤلاء النجوم والتي تتسبب في ارتفاع التكلفة النهائية للعمل الدرامي، وقد تسببت الاجور العالية العام الماضي في عدم حصول هؤلاء النجوم علي اجورهم كاملة حتي الان من الشركات التي تعاونوا معها فلا يوجد نجم او نجمة في مصر حصل علي اجره كاملا حتي الان فالشركات مديونة للنجوم بسبب عدم تمكنها من الحصول علي مستحقاتها لدي المحطات الفضائية.. واشار خالد حلمي الي ان عددا كبيرا من شركات الانتاج هذا العام لجأت الي عرض اجور للنجوم كانوا قد حصلوا عليها قبل خمس سنوات مبررين ذلك بانه علي النجم اختيار طريقين اما توقف الانتاج تماما او الرضا بالاجور القديمة وقال :هناك اتفاق بين عدد من المنتجين علي تخفيض اجور النجوم في محاولة منهم لانقاذ الصناعة من الانهيار واذا رفض هؤلاء النجوم فالجميع سوف سيكون خاسرا لان الصناعة ستتوقف تماما. واكد د.خالد حلمي علي ان هذه القرارات اضطر لها المنتجون بسبب عدم وجود سيولة مالية كافية لانتاج اعمال جديدة، كما سيتم تخفيض ميزانيات المسلسلات عن الاعوام الماضية فمثلا المسلسل الذي كان سيتم انتاجه ب30 مليون جنيه ستكون ميزانيته هذا العام لا تتجاوز 20 مليون جنيه. تراجع حاد ويؤكد المنتج محمد شعبان علي ان الازمة الحقيقية للدراما المصرية سوف تبرز هذا العام بصورة واضحة وتتمثل في تراجع حاد في كم الاعمال التي سيتم انتاجها وقال : اتوقع الا يزيد عدد الاعمال عن 10 اعمال درامية فقط رغم ان هناك العشرات من المشاريع الجاهزة لكنها تظل مجرد مشاريع علي الورق في ظل الوضع الاقتصادي الحالي وأضاف محمد شعبان: ما يحدث في الدراما ما هو الا انعكاس للحالة السياسية والاقتصادية التي تعيشها مصر في الوقت الحالي فالانتاج مرتبط بحالة الاستقرار السياسي والاقتصادي والذي سيكون له تأثير علي دوران عجلة الانتاج في المصانع والشركات وفي الزراعة وهذا يؤدي الي حركة في السوق الاقتصادي الراكد والذي يحتاج للاعلانات في المحطات وتقوم الاعلانات بتمويل عمليه الانتاج فالعمليه كلها سلسلة مرتبطة الحلقات. وحول مدي إمكانية مشاركة النجوم باجورهم في انتاج اعمالهم قال محمد شعبان: مشاركة النجوم باجورهم لن يحل الازمة في الانتاج لان اجور هؤلاء النجوم لا تمثل اكثر من 30 في المائة من ميزانية الاعمال المنتجة وبالتالي هناك عناصر اخري تحتاج لاموال لا تتوافر في الوقت الحالي في ظل عدم تمكن القنوات من دفع مستحقات شركات الانتاج عن الاعوام السابقة. واشار محمد شعبان الي ان الاستقرار السياسي والاقتصادي في مصر خلال الفترة القادمة هو الحل الوحيد لازمة الانتاج الدرامي وسيكون له تأثيره الايجابي علي عودة صناعة الدراما وقال: نحن كشركة انتاج ننتظر هدوء الاوضاع والاستقرار الاقتصادي والسياسي لنعاود نشاط الشركة من خلال عمل يجري حاليا التجهيز له وهو مسلسل "عصر الحريم" اخراج ايناس الدغيدي. والآن بعد أن تكلم المنتجين الثلاثة الكبار وطرحوا وجهة نظرهم في كيفية الخروج بالإنتاج الدرامي من المأزق الحالي الذي يواجهه قبل شهر رمضان المقبل تري هل يوافق علي هذه الآراء الجهات الإنتاجية الحكومية الأخري مثل عادل ثابت رئيس قطاع الإنتاج وسعد عباس رئيس صوت القاهرة وحسن حامد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي الذي يحاول مخلصا تقديم أعمالا تغطي احتياجات الشاشات الأرضية والفضائية من الدراما رغم أزمة السيولة المالية.