اتهم مسئولون بالجيش السوداني قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم منطقة الجنوب بحشد قواتها عند الحدود في منطقة النيل الأبيض، معتبرين أن هذه التطورات »لا تساعد في قيام الاستفتاء« المتعلق بتحديد مصير الجنوب، وما إذا كان سكانه سيختارون الانفصال وتشكيل دولة مستقلة. وفي الوقت الذي أكد فيه الجيش السوداني أنه يراقب الموقف عن كثب كانت المناطق الغربية من البلاد، وتحديداً إقليم دارفور المضطرب، تشهد حدثاً ثانياً يتمثل في وصول وفد من مجلس الأمن الدولي إلي المنطقة، وقد وجد الوفد حشوداً شعبية تنتظره مؤيدة للرئيس عمر البشير، ومنادية بإسقاط المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه بسبب جرائم حرب وإبادة بالإقليم. وفي الخرطوم، واصل حزب المؤتمر الوطني الحاكم إبداء تخوفه من مسار الأوضاع في الجنوب، إذ قال قطبي المهدي، أمين أمانة المنظمات بالحزب، معلقاً عن أنباء حول ضبط سفينة محملة بالأسلحة بجيبوتي مصدرها جنوب السودان، إلي أن الحادث يمثل أحد المؤشرات الخطيرة بأن يتحول الجنوب إلي دولة فاشلة تزعزع الاستقرار في الإقليم. وجدد المهدي حرص المؤتمر الوطني علي استمرار الحوار مع الحركة الشعبية، وقال في رد علي سؤال حول إمكانية استمرار الحوار حتي بعد الانفصال من أجل ضمان الاستقرار بين الدولتين: رغم خيبة الأمل التي أصابتنا من المواقف الأخيرة للحركة من الاتفاق إلا أن الحوار سيظل مستمراً، وفقاً للمركز السوداني للخدمات الصحفية شبه الرسمية. وفي دارفور، وصل إلي مطار الفاشر وفد المندوبين الدائمين بمجلس الأمن الدولي، ويتضمن برنامج الوفد لقاءات مع مسؤولين محليين وزيارة معسكر ابوشوك للنازحين للالتقاء بقيادات المجتمع المدني بالمعسكر، علي أن تنتهي الزيارة عصر السبت. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن السفير دفع الله الحاج علي، مندوب السودان الدائم لدي الأممالمتحدة، أن زيارة وفد مجلس الأمن الدولي، التي تعتبر الرابعة من نوعها إلي السودان والثالثة إلي دارفور، تأتي في إطار "متابعة العملية السلمية بدارفور والتعرف علي أبعاد الإستراتيجية الجديدة التي تبنتها الدولة من اجل تحقيق السلام. وأوردت الوكالة أن جماهير غفيرة قد احتشدت لاستقبال وفد مجلس الأمن عند المدخل الرئيسي للمطار، حاملين لافتات مختلفة ترحب بالوفد وأخري تدعو لوحدة السودان ورفض التدخل الأجنبي، وثالثة تؤكد وقوف النازحين مع سيادة الدولة ومع البشير وتفديه بالدم بالروح، وهتفت تلك الجماهير بسقوط المحكمة الجنائية ومدعيها لويس أوكامبو، كما هتفت بالرفض لقرارات الجنائية بحسب الوكالة.