لا أري.. الجهل السياسي الذي يصل مداه كلما اقتربنا من الاحتفال بثورة يناير المجيدة! من حقك أن تطالب باسقاط الحكومة إذا فشلت وليس من حقك المطالبة برحيل رئيس منتخب! ومن حقك أن تعتصم وتتظاهر سلميا كيفما تشاء وليس من حقك شل حركة المترو وقطع الطرق الحيوية ومحاصرة البورصة ومنع موظفيها من أداء عملهم! من حقك أن تتحالف فكريا ومعنويا طالما ان هذا التحالف يصب في مصلحة الوطن، وليس من حقك ان تتحالف لتكسير عظام الدولة! ومن حقك أن تتناقش وتتجادل وتتقارع الحجة بالحجة وليس من حقك ان تتراشق مع خصمك بالحجارة وتشعل إطارات السيارات وسط الطرق العامة. ومن حقك ان تكون معارضا، فالمعارضة السياسية ضرورة حياتية وليس من حقك تخريب مصر! لا أسمع.. الساسة، وقادة التحالفات، والتيارات والجماعات ممن يرتدون رداء الوطنية، وثياب الثورية، ويتشدقون بالشعارات البراقة، والخطب الرنانة، وللأسف.. يقولون ما لا يفعلون ولا يلتزمون بالشرعية والقانونية ويعتبرون أن الوصول للسلطة هدف لاقصاء الآخر وان المظاهرات والمسيرات والاشتباكات والتحريض بين المصريين هي الحل السحري للرحيل! ابدا لن يؤيد ذلك عقلاء مصر، ولا مكان لاستعراض القوة بالعدد والعدة حتي ولو كانت »طوب ومولوتوف« واطارات محترقة ارجوكم لاتغسلوا شوارع مصر بالدماء!
لا أتكلم في خضم مشاكلنا السياسية، عن مشكلات التأمين الصحي وعذاب مرضاه! فالاشتراكات ضعيفة، والخدمة ضعيفة، والتمويل أضعف د. عبدالرحمن السقا رئيس الهيئة في مواجهته بعذاب المرضي، وسوء التعامل، وقلة الضمير تحدث بالارقام قال ان مائة ألف مريض يومياً يترددون علي العيادات ونصرف 4 مليارات جنيه سنويا علي نصف الشعب ونعالج 004 ألف معيلة بالمجان ونزرع قوقعة الطفل بمائة ألف جنيه مقابل اشتراك سنوي للمواطن قيمته 02 جنيها!! أندهشت.. وقلت: كيف نطلب من التأمين الصحي خدمة جيدة مع توفير العلاج والأدوية؟ يا جماعة.. التأمين الصحي هو علاج الغلابة والأولوية لهم وعلي الحكومة زيادة المخصصات وعلي المجتمع المدني والجمعيات الخيرية توسيع قاعدة الخدمة وزيادة التبرعات وفوق كل ذلك فالمريض بحاجة إلي معاملة طيبة، واحترام متبادل والمهم أنه بحاجة شديدة وملحة إلي ضمير الطبيب لان الضمير الغائب لن تعوضه المستشفيات الجادة ولا الاجهزة الحديثة، ولا الفلوس الكثيرة! فهل من مستجيب؟