الشىخ أحمد المحلاوى مع محرر أخبار اليوم » عدسة : عصام عبدالمنعم« الذين حاولوا اقتحام المسجد.. مأجورون مقابل حفنة جنيهات حصار المساجد لم يحدث إلا في عهد نابليون.. والفاسدون يخشون فتح ملفاتهم لم أوجه أحداً ل »نعم« أو »لا« .. وطالبت بضرورة التصويت فقط الإسلاميون لايحاربون الفن والإبداع.. وإنما يرفضون العري والإسفاف لم تكن أحداث الجمعة قبل الماضية التي شهدها مسجد »القائد إبراهيم« بالإسكندرية، والتي تعرض فيها، الشيخ أحمد المحلاوي للاحتجاز داخل المسجد لمدة »61« ساعة، وقام فيها بعض البلطجية برشق المسجد بالحجارة لم تكن الأزمة السياسية الوحيدة التي عاشها الشيخ المحلاوي، فالرجل البالغ الآن ال 78 عاما تعرض لعدة أزمات سياسية علي مدي سنوات عمره الطويلة. في سنوات شبابه الأولي اختلف مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لرفضه طلب رئيس حي شرق الإسكندرية بالدعاء للرئيس في خطبة الجمعة بمسجد سيدي جابر، وفي عهد الرئيس السادات تم منعه من الخطابة ونقله إلي مسجد »القائد إبراهيم« بسبب رفضه لاتفاقية كامب ديفيد كما تعرض للسجن بسبب مهاجمته لقانون العيب، كما اختلف كثيرا مع سياسات الرئيس المخلوع مبارك والذي يعتبره أسوأ رؤساء مصر في العصر الحديث. وبعد ثورة 52 يناير واصل الشيخ المحلاوي جهاده ضد الفساد ودفاعه عن مصالح مصر ولم تضعف المعارك السياسية والمشاكل التي تعرض لها طوال حياته إرادته وعزيمته، والتي كان آخرها احتجازة داخل المسجد عقب صلاة الجمعة وحتي الثالثة من صباح السبت. »أخبار اليوم« التقت بالشيخ المحلاوي وكان هذا الحوار: عمره اقترب من ال 78 عاما.. تعرض خلالها للسجن في عهد الرئيس السابق أنور السادات وتم منعه من الخطابة لعدة سنوات أخري بسبب مهاجمته لقانون العيب.. ومن قبله اختلف مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لرفضه طلب رئيس حي شرق بالدعاء للرئيس في خطبة الجمعة ومهاجمة اتفاقية كامب ديفيد وغيرها من القضايا السياسية.. كما اختلف كثيرا مع سياسية الرئيس المخلوع حسني مبارك والذي يعتبره أسوأ رؤساء مصر في العصر الحديث.. كل هذا لم يؤثر علي مواصلته لمسيرة الجهاد أو حتي هرمه وظهور الشيخوخة عليه.. بل علي العكس فقد استمد الشيخ أحمد المحلاوي قوته من الزنازين المغلقة والمساحات الضيقة التي لا تتعدي عدة امتار لم يستطع أن يري من خلالها أحدا.. ليخرج لحديقة الخالدين أحد الميادين العامة الشهيرة ذات المساحات الشاسعة بالاسكندرية والتي يوجد بها مسجد القائد إبراهيم التاريخي والعريق في مبناه وكذلك في معناه.. فقد خرج المحلاوي من ظلام الزنازين وعتمتها وهوائها الملوث إلي شمس الحرية وضوئها الذي ملأ الكون ليتنفس الهواء النقي.. ويستعيد قوته وحيويته ويستمد جرأته من الله ليقود معاركة المتعددة والمتواصلة من فوق منبر المسجد وساحته ضد الفساد بكل ألوانه.. وقد تعرض بسبب معاركه السياسية للعديد من المشاكل ومازال حتي الآن منذ اندلاع الثورة وكان آخرها الأسبوع الماضي واحتجازه داخل المسجد عقب صلاة الجمعة وحتي الثانية من صباح السبت. في البداية.. ما رأيك في مشهد أحداث البلطجة أمام مسجد القائد إبراهيم؟ المشهد كان في غاية الغرابة والعجب والإثارة فلم يحدث حصار مثل ذلك منذ عهد نابليون، ولم يتوقع أحد أن يحدث ذلك في الاسكندرية خصوصا ومصر تصدر علماء الإسلام لكل دول العالم حتي السعودية.. ولكن الأمن كان في منتهي الجدية والايجابية، ولم يفارقني المستشار محمود الخضيري عضو مجلس الشعب السابق إلا بانتهاء الاحداث، كما حضرت العديد من التيارات الإسلامية وغيرها للإطمئنان علي سلامتي أنا ومن معي، وكنت حريصا علي عدم الخروج إلا في النهاية بعد خروج جميع المحتجزين. وماذا حدث في المسجد بالتحديد؟ عندما صعدت للمنبر يوم الجمعة قبل الماضي كان في ذهني أن أخاطب الناس عن حديث الساعة وأن أوجه رسالتين لطائفتين من الناس.. الطائفة الأولي هم نقلة الأخبار من الإعلاميين والثانية لافراد الشعب الذين يتلقون هذه الأخبار من الإعلاميين، وكان ذلك من خلال قول ربنا عز وجل: »يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين«، وكان الهدف من الرسالة.. تحذير الإعلاميين فأكثرهم مع الأسف الشديد لا يتحرون الدقة في الأخبار بل كثير منهم يتعمدون الكذب لاغراض شخصية وكذلك الشعب الذي يتلقي هذه الأخبار بثقة تامة من غير تمحيص أو تدقيق دون تحر لأن وسائل الإعلام ليست في أكثرها صادقة.. وانتهت شعائر الجمعة بالخطبة والصلاة، وجلست بعد ذلك مع بعض الناس الذين ينتظرون في المسجد، ودار حوار بيننا حول حكم الاستفتاء وأوضحت لهم أن الأزهر قد افتي بأن الخروج للاستفتاء واجب ديني وليس كما يقولون واجب قومي ووطني فحسب.. لماذا واجب ديني لأن الاستفتاء معناه أنه مطلوب للشهادة أي يشهد أن كان هذا الدستور يصلح أو لا يصلح، فلابد من الخروج وإذا خرجت ماذا تقول هل تقول نعم أم تقول لا.. قل الذي تعرف أنك ستحاسب عليه امام الله سبحانه وتعالي الذي يقول »وأقيموا الشهادة لله«.. أما إذا خرجت فجاملت بصوتك أو شهدت شهادة الزور فقد وصلت لدرجة من درجات الشرك بالله وانتهت الصلاة علي ذلك دون حدوث أي شيء كما أنني لم افرض علي أحد »بنعم« أو »لا«.. ولكننا فوجئنا بقدوم اشخاص مدربين ومعدين إعدادا جيدا وقويا يقذفون المسجد بالحجارة مما أصاب البعض.. فتم أغلاق الأبواب والشبابيك بعد تجرؤ أثنين علي هذا الفعل، وحضر اللواء ناصر العبد رئيس مباحث الإسكندرية واللواء عبدالموجود لطفي مدير الأمن والذي طلب خروج الاثنين حتي يتمكنوا من انهاء المشكلة، ولكن الصيحات والهتافات لم تتوقف رغم خروجهما، واستمر مدير الأمن في التفاوض دون جدوي، وفي هذه الفترة عرضت علي مجموعات من سيناء ومطروح والدخيلة وغيرها من المناطق باستعدادها للتدخل لإنهاء الحصار بالقوة، ولكنني رفضت هذا الأسلوب حرصا علي الأرواح واراقة الدماء. وما رأيك في هؤلاء البلطجية ومن يدعمهم؟ البلطجية ليسوا جناة ولكن مجني عليهم، ويقومون بذلك الدور مقابل حفنة جنيهات قليلة نتيجة للفقر والبطالة، ولكن البلطجية الحقيقيين هم رأس الفتنة والجميع يعرفهم. وماذا عن دور الأمن في هذه الأحداث وماقبلها؟ الأمن في تقديري له حساباته الخاصة به، حيث أنه لم يتعاف بعد الثورة، وانسحابه من الميادين كان صدمة كبيرة لنا جميعا، ولهذا كانوا يميلون للاتجاه السلمي دون تعرض أحد للإصابة، وأنا كمسلم ومصري كان يهمني أن تكون للشرطة هيبة ولكن في قلوب المجرمين حتي يشعر المواطن بالأمان، فهيبة الشرطة من هيبة الدولة لأنها ستقضي علي مشاكل كثيرة، وتعيد للبلد استقراره ولهذا كنت مقدرا ظروفهم، فهم يعملون بالحكمة التي تميل علي العاقل في حالة نشوب خلاف بين طرفين أحدهما متهور، ونحن أيضا كان يهمنا عدم تعرض أحد لأي أصابات. مرسي رأس المشكلة! وما في رأيك الاسباب وراء هذه الفوضي التي تتعرض لها البلاد؟ لابد أن نعترف ونقدر أن هناك مجرمين أرتكبوا جرائم ضد هذا البلد، ويخشون من فتح الملفات القديمة، فهي معركة حياة أو موت، ولهذا لا يريدون استقرارا حتي لا يقف البلد علي قدميه سواء للدستور أو مجلس الشعب الذي تم حله أو الانتخابات الرئاسية، فالمشكلة الأكبر بالنسبة لهم تتمثل في الدكتور محمد مرسي ولو كان غيره تولي هذا المنصب لما حدث شيء من هذا القبيل، ولكنهم يرفضون وصول أي إسلامي لسدة الحكم. وهل اتصل بك د. مرسي خلال الأحداث؟ نعم اتصل بي مرتين الأولي كانت في السادسة صباح السبت وكنت نائما، والثانية في الثامنة والنصف، ووجهت له الشكر خلال المكالمة لحرصه علي متابعتي رغم مشاكله العديدة، وأكدت لسيادته أننا نقدر ما يتعرض له في الفترة الأخيرة من ضغوط والتي مازالت مستمرة نتيجة الاستجابة لكثير من المطالب كحل مجلس الشعب، ومحاولة حل مجلس الشوري وإعادة الانتخابات الرئاسية، وغيرها من الأحداث كالمظاهرات أمام الاتحادية والذي يمثل هيبة الدولة وليس مجرد مبني ووصلت الأمور لأعلان العصيان. هل أنت راض عما حدث في اعقاب المرحلة الأولي للاستفتاء؟ أرفض كثرة المظاهرات حتي لا تؤدي لحدوث فوضي بالشوارع والميادين.. خاصة أن بعض العناصر تتخللها لتحقيق مصالح شخصية وينتج عنها شغب وتعرض البعض للاصابات وأحيانا تؤدي للموت بجانب تعطيل المصالح العامة والخاصة للمواطنين.. كما أن تكرار المظاهرات يفقدها قوتها وأهدافها النبيلة ومصداقيتها لدي الجميع علي مختلف المستويات، وبالتالي لست راضيا عما حدث من مظاهرات احتجاجا علي النتائج وتحطيم المقار العامة والخاصة، لأن ذلك يعتبر تهديدا وترويعا للأمن، وهذا ما يرفضه الإسلام والمسلمون، ويجب علي أي مؤيد أو معارض التعبير عن رأيه دون التعرض للمنافس، والأفضل من ذلك التركيز علي الذهاب لصناديق الاستفتاء بايجابية حتي تأتي بالدستور الذي تستحقه مصر، واتوقع زيادة النسبة إلي 07٪ في المرحلة الثانية.. خاصة أن الجمعية التأسيسية للدستور ضمت أعضاء من النقابات والهيئات المختلفة والاقليات والأزهر الشريف والكنيسة بكل طوائفها والمرأة ومتحدي الاعاقة وعلماء مصر وفقهاء الدستور لتحقيق آمال وطموحات الجيمع والمساواة بينهم في الحقوق والواجبات التي تهم الشعب المصري، وكان أهمها التركيز علي الجوانب المتعلقة بصلاحيات الرئيس القادم حتي لا تأتي بفرعون جديد، ومن وجهة نظري إن هذا الدستور يكاد يكون خير دساتير العالم، والذين يرفضونه الآن كانوا داخل الجمعية التأسيسية لمدة 5 شهور وانسحبوا وتوقيعاتهم موجودة، والأمل موجود في المحافظات التي تشارك في المرحلة الثانية. سعادة المرشد بالاحتجاز وما موقف مرشد جماعة الإخوان من الأحداث بمسجد القائد إبراهيم؟ كان موقف المرشد محمد بديع من أحداث الاحتجاز بالمسجد مختلفا تماما عن الاخرين، فقد كانت السعادة تغمره وأوضح أن سر هذه السعادة ترجع لتفاؤله بأن الخير دائما ما يأتي بعد الازمات، فقد تعرض السادات للإغتيال بعد قراره باعتقالي في السجن وكان يردد عنا في خطبه »أنه مرمي كالكلب في السجن علي البرش«.. فقلت للمرشد إن الوضع يختلف هذه المرة فالرئيس الحالي محمد مرسي ممثل التيار الأسلامي. وهل هذه الأحداث ستؤثر علي مسيرة مصر المستقبلية؟ تفاؤلي كبير بمصر في المرحلة القادمة، ولن تعود للوراء مرة أخري بعد صحوة شبابها وثورة يناير التي كانت من عند الله، وأوضح للمواطن أن أسباب الثورة هي عدم نزاهة كثير من الهيئات والمؤسسات مما أدي لمزيد من الفساد والظلم بخروج البلطجية من السجون باسلحتهم ومدرعاتهم، ولكنهم لم يتمكنوا من مقاومة شباب ليس في يديه حتي قلم رصاص، فمعظم الثورات إن لم تكن جميعها تتفجر نتيجة الظلم وعدم العدل بين فئات الشعب. الاختلاف وارد وكيف تري حدة الاختلاف بين مؤيدي التيار الإسلامي والقوي السياسية الأخري؟ ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، واتمني أن يجلس مؤيدو التيار الاسلامي للتفاوض فيما بينهم ويحددوا موقفهم في وجود علماء الدين لمشاركتهم في الرأي حتي لايحدث تشتيت وتفريق فيما بينهم، والاختلاف وارد حتي في عصر الرسول »عليه الصلاة والسلام« وبعد وفاته كان هناك شيء من الاختلاف، فكان الانصار يرون أنهم الاحق بالخلافة من المهاجرين وفي النهاية انتهوا دون نزاع فكلنا نعرف عشق الصحابة للرسول ولكنهم تركوه بعد وفاته، ولم يهتموا بغسله او دفنه ولكنهم اهتموا بالخلافة لأن ذلك أهم، وعلي الجميع أن يقدر الموقف ويدرسه بعناية بالغة وضرورة المشاركة في الاستفتاء لأنها واجبة شرعا. اسلامي أزهري وإلي أي الجماعات الاسلامية تنتمي؟ أنا لست أخوانيا ولا أتبع السلفية أو فصيلا بعينه أو جماعات اسلامية أنا داعية إسلامي أزهري أعمل جاهدا في مجال الدعوة منذ أكثر من 06 عاما من أجل إعلاء كلمة الله عز وجل وتوحيد الصف والتكاتف لجميع المسلمين . وبحكم أنك أزهري.. فما رأيك في دور الأزهر حاليا؟ الأزهر يحتاج لكثير من التعديلات ابتداء من شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء وهذه الأمور ستأتي في المستقبل بعد عدة أطوار، فشيخ الأزهر يجب أن يكون بالانتخاب بعد تكوين هيئة كبار العلماء، والا تكون هذه الهيئة مصرية فقط بل علي مستوي العالم الاسلامي كما كانت سابقا، فعلي سبيل المثال الشيخ خضر حسين العالم التونسي الجنسية كان يتولي مشيخة الأزهر، وللتاريخ أيضا هيئة كبار العلماء حلتها الثورة في عصر عبدالناصر والغي معها الأوقاف الخيرية الاسلامية وكذلك القضاء الشرعي، فالأزهر كان الجامعة الإسلامية العامة منذ أكثر من ألف عام فهو مؤسسة عالمية وحتي يعود لما كان عليه يحتاج لإعادة نظر بتنقيح كل مناهج التعليم الأزهري، ولدينا علماء أكفاء لديهم القدرة الفائقة لتحديث البرامج والمناهج بصفة عامة، والتدقيق في نوعية التلاميذ والطلاب الذين يلتحقون بالمعاهد والكليات الأزهرية. الفن الاسلامي وما رأيك فيما يتردد عن أن التيار الاسلامي يحارب الابداع والمبدعين؟ الفن موجود منذ زمن طويل في الاسلام بابداعاته المختلفة، وهناك فن راق يجب أن يحترم ويدعمه الاسلام، وأنا لست ضد حرية الابداع الملتزم، وعلي سبيل المثال لا الحصر.. في العصور الاسلامية كان هناك قمة الابداع ومن يقرأ قصة سيدنا يوسف يغوص في الابداع الحقيقي حيث يجعلك تتخيل ماذا يدور بين سيدنا يوسف وامرأة العزيز، وحاليا يتم انتاج مسلسلات دينية راقية دون اسفاف وبها إبداع لاحدود له مثل مسلسل عمر بن عبد العزيز وإمام الدعاة والامام المراغي وخالد بن الوليد وموسي بن نصير والعارف بالله وصقر قريش وغيرها من المسلسلات، فيجب أن يكون الابداع ملتزما وليس فيه سخرية من الدين والا يكون العري وإثارة الغرائز هو الهدف الرئيسي منه.