د. عاطف البنا الدكتور عاطف البنا أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة منذ اكثر من أربعين سنة، ودوره أساسي في صياغة الدستور الجديد للبلاد أو دستور الثورة والذي من المقرر ان يطرح للاستفتاء اليوم وكان الدكتور البنا في لجنة الصياغة المصغرة التي وضعت صيغته النهائية. سألته عن اليوم الذي لا ينساه في حياته.. رد قائلا: في حياتي العملية هناك يومان.. الاول عندما حصلت علي الدكتوراة في 6 يونيو سنة 6691 من جامعة السوربون في فرنسا، وهي من اعرق الجامعات بالعالم كله، وكان محور دراستي الميزانية العامة وكيفية وضعها.. دراسة مقارنة بين فرنسا وانجلترا وأمريكا ومكثت في دراستي تلك خمس سنوات أشغال شاقة درست خلالها النظم الحاكمة في تلك الدول الثلاث. قلت له: ولكن اين مصر بلادنا، ولماذا لم تدرسها؟ أجاب قائلا بابتسامة عريضة ولكنها حزينة: الاوضاع في هذا الوقت سنوات الستينات من القرن العشرين الميلادي لم تكن تسمح بذلك الامر.. كانت مصر خاضعة لحكم الفرد، وكل السلطات كانت في يده! وضحك وهو يقول: لو قلت هذا الرأي لذهبت وراء الشمس!! وأضاف الدكتور عاطف البنا قائلا: واليوم الاخر الذي أفتخر به هواليوم الذي انتهت فيه لجنة الدستور الجديد من عملها وقامت بتسليمه إلي رئيس الدولة. قلت له: لكن هناك الكثيرون أعترضوا عليه ووصفوه بأنه كارثة حيث أنه يعطي لرئيس الدولة صلاحيات واسعة لم تكن موجودة. أجاب قائلا: هذا غير صحيح أبدا.. دستور الثورة قام بتقليص سلطات رئيس الجمهورية.. وأصبح يحكم مصر بالاشتراك مع رئيس الوزراء.. يعني نظام مختلط علي الطريقة الفرنسية، بعكس دستور 1791 الذي أعطي للرئيس سلطات واسعة، واعفاه من تحمل المسئولية.. الدستور الجديد خطوة للأمام وأنا فخور أنني شاركت في وضعه.