شارك الاتحاد النوعي لمكافحة أمراض الرئة مؤخرا مع عدد من الجهات العالمية والإقليمية في المؤتمر الدولي الذي نظمته منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع جامعة جون هوبكنز والاتحاد الدولي لمكافحة السل وأمراض الرئة، الذي عقد في مصر واحتوي علي عدد كبير من المحاضرات وورش العمل لرسم الخطط والسياسات من أجل مكافحة التدخين بشكل فعال . وأكد المؤتمر أن الوضع في مصر بات خطيرا فوفقا للاحصائيات الأخيرة لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية يبلغ عدد المدخنين في مصر حوالي 13 مليون مدخن منهم 500 ألف تحت عمر 15 سنة و 73 ألفاً تحت عمر 10 سنوات. وتحتل مصر رقم 15 علي مستوي العالم التي ينتشر التدخين بها ويتم استهلاك 80 مليار سيجارة سنويا ( 4 مليارات علبة سجاير ) في مصر.ويبلغ حجم الانفاق القومي سنويا علي التدخين نحو 5 مليارات جنيه سنويا، أي أنه يمتص حوالي 22٪ من دخل الفرد المدخن شهريا، تصرف الأسرة المصرية 5٪ من دخلها في التدخين، 2٪ في العلاج، 1.5٪ في الترفيه. ويقدر المبلغ المنصرف لعلاج الأمراض المتعلقة بالتدخين حوالي 3 مليارات جنية مصري سنويا.وتزيد نسبة المتغيبين عن العمل بين المدخنين أكبر بنسبة 50٪ عن الغير مدخنين كما تشير الاحصائيات إلي أن عدد الوفيات المتعلقة بالتدخين في مصر تقدر بنحو 170 ألف حالة وفاة سنويا ، وأنه ينفق نحو 3.2مليار جنيه سنويا علي علاج الأمراض المتعلقة باستهلاك التبغ. وقال د.محمد عوض تاج الدين أستاذ الأمراض الصدرية : التدخين هو السبب الأول لسرطان الشعب الرئوية، والكثير من الأمراض وله تأثير سام علي الشعب الهوائية ،حيث يؤثر علي خلايا الغشاء المخاطي للشعب، والغدد المخاطية. كما تحدث المواد الهيدروكربونية، والقطرانية السامة تغيرات ضارة في خلايا الشعب، التي تجعلها أكثر قابلية للإصابة بسرطان الشعب الهوائية. ووجد أن المواد الناتجة من احتراق السجائر لها تأثيرات ضارة علي المواد الكيميائية، الموجودة في جدار الحويصلات الهوائية. التي تمنع انكماش الرئة عند خروج الهواء من الرئتين في عملية الزفير، مما يضعف من المقدرة الدفاعية للحويصلات الهوائية، ويجعلها قابلة للالتهابات والانكماش، والتمدد. ونتيجة التغيرات التي يحدثها التدخين في خلايا الغشاء المخاطي للشعب الهوائية ، فإن هذه الخلايا تصبح قابلة للتحول إلي خلايا سرطانية، هذا بالإضافة إلي حدوث الإلتهاب الشعبي المزمن، والربو الشعبي، والامفيزيما وغير ذلك. وأضاف د. عوض ان المدخن يشكو من كحة وبصاق وضيق في التنفس، وهذا يسبب التهاباً مزمناً وضيقاً بالشعب الهوائية نتيجة التدخين، وقد تتطور الحالة بمرور الوقت إلي سدة رئوية، وتمدد بالرئتين واضطرابات بوظائف التنفس. كما أثبتت الأبحاث ارتفاع نسبة الوفاة في مرضي السدة الرئوية وتمدد الرئتين في المدخنين من 5: 25 ضعفاً عنهم من غير المدخنين. كما يسبب التدخين حساسية الصدر والربو الشعبي والتهابات الحنجرة واللسان والحلق والالتهابات الرئوية والإصابات المتكررة بالإنفلونزا. وأشار الي ان تدخين علبة سجائر يومياً يؤدي إلي ارتفاع معدل حدوث سرطان الرئة عشرة أضعاف. وقد أثبتت دراسة تمت في الولاياتالمتحدة مؤخراً أن هناك 140 ألف حالة وفاة بسبب سرطان الرئة، 85٪ منهم من المدخنين. وصنف د.محمد محسن إبراهيم أستاذ أمراض القلب بطب القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم أنواع المدخنين حسب شعورهم ورغبتهم في الامتناع عن تدخين السجائر إلي ثلاث مجموعات. الأول : المدخن الذي يعتقد أنه لا يوجد ضرر من السجائر بل علي العكس هو يشعر بتحسن اذا دخن وهذا النوع في حاجة إلي مناقشته وإقناعه بمضار التدخين. الثاني : المدخن الذي يعرف ضرر السجائر ويشعر بتأثيرها السيئ علي صحته هذا النوع في حاجة إلي شرح فوائد الامتناع عن التدخين وتهيئته ليبدأ في الإقلاع. الثالث : المدخن الذي استقر رأيه علي الامتناع عن التدخين وهذا النوع يجب مساعدته في تحديد تاريخ الإقلاع عن السجائر ومساعدته في الاستعداد لهذا اليوم وما هو المتوقع بعد هذا اليوم ويقول : الدراسات الحديثة تشير الي أن التوقف عن التدخين يؤدي إلي الإقلال من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين والوفاة المبكرة فبعد عام من الامتناع عن التدخين تقل معدلات الإصابة بجلطة الشريان التاجي والوفاة الناتجة من أمراض الشرايين التاجية بحوالي النصف وبعد سنتين من التوقف عن التدخين تعود إلي معدلاتها العادية في غير المدخنين. ويشير إلي أنه وجد أن التدخين يسبب الذبحة الصدرية المبكرة والموت المفاجئ في الشباب، وكذلك تصلب الشرايين وضيق الأوعية الدموية الطرفية، وجلطة الساقين. وقد أثبتت الدراسات ارتفاع معدل الوفيات بسبب الذبحة الصدرية وأمراض القلب إلي نحو 70٪ من المدخنين عن غير المدخنين. ويقول د. ابراهيم الابراشي أستاذ الأمراض الباطنة والسكر ورئيس مركز الغدد والسكر بكلية طب القصر العيني : التدخين يزيد من فرصة الإصابة بمرض السكري النوع الثاني فكلما دخنت عددا أكبر من السجائر زادت فرصة إصابتك بمرض السكري، فمثلا إذا كنت تدخن بين 16-25 سيجارة يوميا فإن فرصة إصابتك بالسكري هي (3) أضعاف الشخص غير المدخن. ولا تعتمد علي نوعية الدخان ولكنها تعتمد علي كمية التدخين. وعندما تتوقف عن التدخين فإن نسبة الخطر تقل في السنوات اللاحقة مشيرا الي التدخين يؤثر علي طريقة عمل هرمون الأنسولين في الجسم فمن المعروف أنه عند المصاب بمرض السكري النوع الثاني لا يستجيب الجسم لهرمون الأنسولين الذي يفرز من غدة البنكرياس. يقوم هرمون الأنسولين بدوره بمساعدة دخول الجلوكوز إلي الخلايا للاستخدام كمصدر للطاقة. ويستطرد د. ابراهيم قائلا عندما تمارس التدخين فإن الجسم يكون أقل استجابة للأنسولين وبالتالي فإن مستوي السكر في الدم يرتفع وهذه المقاومة للأنسولين لا تتوقف إلا عندما تمتنع عن التدخين لمدة (10- 12) ساعة. وأشار الي ان الدراسات اظهرت ان المدخنين يجدون صعوبة بالسيطرة علي مستوي السكر في الدم عن غير المدخنين. حيث أن المدخنين يعانون من ارتفاع مستوي معدل السكر وعندما يتوقفون عن التدخين فإن مستوي السكر ومعدل السكر التراكمي يكون مشابها لغير المدخنين. ويقول د. ابراهيم تزداد فرصة إصابة مريض السكري والمدخن بمضاعفات مرض السكري المزمنة كمشاكل العيون والكلي والأعصاب. حيث أن المدخن تزداد نسبة تصلب الشرايين لدية (3) أضعاف مريض السكري غير المدخن وهذا يعني زيادة في الجلطات الدماغية والقلبية ونقص في الترويه إلي الأطراف مما يعني نسبة أعلي من البتر والالتهاب في الأطراف السفلي.