وسط حالة من الحزن الشديد والخوف والترقب لما يحدث بين ابناء الوطن الواحد.. شيع بالامس عشرات الآلاف من المصلين بالجامع الأزهر واعضاء جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين وحزب الحرية والعدالة ثلاثة من شهداء قصر الاتحادية الذين سقطوا في احداث العنف والمصادمات التي حدثت في محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة. كان عدد كبير من المصلين قد تجمعوا منذ الصباح الباكر قبل صلاة الجمعة امس امام الجامع الازهر واستمرت الوفود في الحضور حتي امتلأ الجامع عن آخره وافترش المصلون الساحة الخارجية بالجامع الازهر ثم بدأت الخطبة حيث القي الخطبة الشيخ زكريا محمد مرزوق إمام وخطيب جامع الازهر والذي اكد فيها علي ضرورة التماسك وان الاختلاف السياسي لا يجب ان يؤدي بنا الي سفك دماء المسلمين وان الاسلام دعا الي السماحة والرحمة وتوحيد صفوف المسلمين لا الفراق بينهم وان الذين قتلوا احتسبوا شهداء عند ربهم.. مشيرا الي ان الظروف الصعبة التي تعيش فيها مصر الان تتطلب الوحدة ونبذ الفرقة واعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لان مصر حاليا في حاجة للعمل والانتاج لكي تتجاوز المحن والازمات التي تتعرض لها.. وعقب انتهاء الصلاة استعد المصلون لاداء صلاة الجنازة علي شهداء جماعة الاخوان المسلمين وعقب انتهائها هتف المصلون ضد العنف والتآمر علي أمن الوطن ورددوا هتافات »حسبنا الله ونعم الوكيل«، »بالروح والدم نفديك يا اسلام«. واثناء الهتافات القي احد الاشخاص منشورات مدون عليها »يجب علي الاخوان المسلمين ود. محمد مرسي رئيس الجمهورية لم الشمل وفتح باب الحوار مع القيادات الروحية المؤثرة مثل شيخ الازهر الإمام أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لاحتواء ازمة الاعلان الدستوري« الا ان جماعة الاخوان قاموا بتمزيق المنشورات وعبروا عن غضبهم مما يحدث من القوي المدنية التي شحنت الشارع السياسي حتي وصل الامر الي وقوع ضحايا من الطرفين.. ثم خرج الآلاف من المصلين في مسيرة من الجامع الازهر الي مركز شباب الخالدين بالدراسة وقامت افراد من جماعة الاخوان المسلمين بتركيب عدد كبير من مكبرات الصوت بالعقارات المجاورة وذلك لتوصيل اصواتهم الي كل من يسيرون في المسيرة ورددوا هتافات »بالروح والدم نفديك يا اسلام«، »اكذب اكذب يا اعلام دول شهداء من الاخوان«، »قادم قادم يا اسلام حاكم حاكم بأمر الله«، »الاسلام هو الحل«، »سامع ام شهيد بتنادي الفلول قتلوا اولادي«، »يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح«. واثناء المسيرة قام شباب حي الباطنية والازهر بتشكيل لجان شعبية لحماية المسيرة والمنازل في نفس الوقت من اي اعتداء او دخول بعض المندسين كما اعترض عدد من شباب جماعة الاخوان المسلمين علي وجود بعض مراسلي القنوات التليفزيونية الذين كانوا يتابعون تشييع الجنازة ووصفوهم بأنهم يزورون الحقائق. وقام اصحاب المحلات بالازهر باغلاقها ليشاركوا في تشييع جنازة الشهداء الثلاثة وهم: محمد ممدوح محمد خلاف ومحمد الحسيني وعلاء محمد توفيق، كما انضم عدد من اهالي منطقة الازهر والباطنية الي المسيرة. كما تعالت اصوات البكاء والنحيب من عدد من السيدات اللاتي شاركن في المسيرة من بينهن عدد من السيدات المسنات ثم توقفت المسيرة امام مركز شباب الخالدين بالدراسة لتشييع جنازة الشهداء وحضر د. محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين ود. محمد البلتاجي القيادي البارز في حزب الحرية والعدالة وسط حراسة مشددة من شباب واعضاء جماعة الاخوان المسلمين والقي عدد من قيادات الاخوان كلمة قالوا فيها ان معظم الشهداء من الاخوان مؤكدين انهم لن يتركوا ثأر اخوانهم الذين راحوا ضحية احداث قصر الاتحادية وانهم سيبذلون قصاري جهدهم من اجل الدفاع عن الاسلام وتطبيق الشريعة الاسلامية ودعم د. محمد مرسي رئيس الجمهورية.