إن مئات الملايين من شعوب الدول النامية، يعانون أشد المعاناة من عدم توافر الغذاء من المخزون - والمخجل للإنسانية أن أكثر من نصف وفيات الأطفال من الدول النامية يرجع إلي نقص الغذاء وعدم توافر المياه الصالحة للشرب، وعلي النقيض من هذا تمثل وفرة الغذاء غير الصحي أيضاً خطورة بالغة تؤدي بلا شك إلي آثار سلبية وخيمة علي صحة الإنسان. ومن خلال تغيير وتطوير التكنولوجيات المستخدمة في قطاع الزراعة مثل تحسين خصوبة التربة الزراعية ورفع قدرتها علي إنتاج المحاصيل والحبوب المختلفة - فقد استثمرت أكثر من ستمائة شركة من الشركات المتخصصة والتي تعمل في المجالات الزراعية وتصنيع المواد الغذائية في الاستثمار وفي المجالات الحيوية المرتبطة بصحة وأمن الإنسان وسلامته - وتمثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وتليها اليابان ثم الصين أكبر الدول الرائدة في مجالات توظيف تكنولوجيا النانو في الزراعة وتصنيع المنتجات الغذائية ومعالجتها ومن المتوقع أن يصل عدد هذه الشركات إلي أكثر من ألف شركة خلال السنوات الثلاث القادمة. ولقد أثبتت البحوث والدراسات التأثيرات الضارة للمبيدات المستخدمة في مقاومة الآفات الزراعية علي صحة الإنسان والحيوان وآثارها المدمرة للبيئة. ويستخدم العالم كميات ضخمة من تلك المبيدات تصل إلي نحو ثلاثة ملايين طن سنوياً مما يؤدي إلي تلوث التربة والمياه والمحاصيل الزراعية مما تسبب في ارتفاع نسبة التسمم في الإنسان والحيوان وحمل المياه الجوفية نسبة عالية من المبيدات الموجودة بالتربة. وقد قدمت تكنولوجيا النانو بالفعل حبيبات الكيماويات الزراعية المستخدمة في مكافحة الحشرات والفطريات والآفات الزراعية التي تصيب التربة والنباتات والبذور مما أدي إلي تقليل الآثار البيئية المترتبة. كما تم إنتاج الحبيبات النانوية التي تقل أقطارها عن 001 نانومتر حيث تستخدم في صناعة المحاليل والمستحلبات الكيماوية الخاصة بتسميد التربة وتغذية النباتات الزراعية. وقد فتحت تكنولوجيا النانو بذلك آفاقاً جديدة في هذا المجال المهم حيث تقوم شركات الكيماويات الزراعية بإنتاج أنواع أخري من الكبسولات يتم التحكم في أبعاد أقطار مسامها كي تسمح بخروج حبيبات المواد الكيمياوية المغذية للتربة والنبات أو الحبيبات المقاومة للآفات الزراعية والحشرات - مما يوفر التغذية والحماية للنبات بصفة دائمة ويخفض في كمية المواد الكيميائية المستخدمة. هذا وتقوم بعض الشركات بإنتاج حبيبات نانوية تتألف من أسمدة مواد كيميائية مضاف إليها مبيدات مكافحة الآفات بحيث تتم تعبئتها معاً داخل تلك الكبسولات - مما يجعلها تقوم بأداء وظيفتين مختلفتين في وقت واحد. لم يغب عن علم تكنولوجيا النانو التفكير في ارتفاع نسبة ملوحة التربة نتيجة اتباع الطرق التقليدية في ري المحاصيل الزراعية - فقد تم وضع حلول مبتكرة لحل هذه المشكلة وذلك بتخفيض سرعة تدفق المياه إلي التربة والتحكم في معدل جريانها السطحي من أجل تخفيض معدلات تبخرها وذلك بتوظيف معدن بلوري »الزيوليت« - بالإضافة إلي ما توفره طريقة الري هذه من مميزات تتمثل في تخفيض كميات مياه الري المستخدمة وتخفيض الفاقد منها وهذا يؤدي إلي تحسين كفاءة الأسمدة المستخدمة ونمو جيد للمحاصيل مما تحقق زيادة في الإنتاجية وتحسين جودة التربة ونوعيتها علي المدي الطويل بالإضافة إلي تقليل فقدان العناصر الغذائية الطبيعية الموجودة بالتربة الزراعية. وللحديث بقية