لاشك أن الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس، وأن من عاش محروما منها عاش في ظلمه حالكة، يتصل أولها بظلمة الرحم، وآخرها بظلمة القبر.. هل ما يحدث اليوم في مصر هو الحرية أو الطريقة المثلي للتعبير عنها، هل الاحتفال بذكري شهداء وجرحي أحداث محمد محمود يكون بإضافة قتلي جدد وجرحي من كل نوع! الحرية شئ جميل ولكنها تتوقف عند حدود الآخرين ألا يعلم شباب محمد محمود ان أحداث الذكري السوداء حبست من جديد المئات من السكان بين شارعي منصور والشيخ ريحان وبينهم الصغير والمريض والطالب والتلميذ؟ ألا ترون معي أنه مع الأحداث المتتالية والمؤسفة وآخرها قتل حوالي 06 من براعم مصر في حادث قطار خدعتهم البراءة وسيقوا رغما عنهم إلي الموت، واضيفوا شهداء إلي شهداء الثورة وشهداء محمد محمود مع الفارق أنهم كانوا ضحية الاهمال، هل ما يحدث في مصر هو غضب من الله علينا، وأننا لا نستحق هذه الأرض التي كرمها الله في كتابه الكريم، وأن ذنوبنا كثرت واستعظمت والتبس عندنا السييء بالحسن مع طغيان السيئ، ذات يوم جاء رسول إحدي الغزوات إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فبشره بالنصر، فسأله عمر: متي بدأ القتال؟ فقال: قبل الضحي، فقال: متي كان النصر؟ فقال: قبل المغرب، فبكي عمر حتي ابتلت لحيته، فقال الصحابي: يا أمير المؤمنين نبشرك بالنصر فتبكي؟