لا أري.. في العالم كله ديمقراطية بدون ديمقراطيين الا في مصر! فالمواطن الديمقراطي لا يحرق المنشآت، ولا يقاوم السلطات، ولا يرشق قوات الامن بالحجارة والمولوتوف، ولا يصر علي نصرة فصيله سواء كان ظالما او مظلوما، ولا يصادر رأيا، ولا يصنع معارك تسقط قتلي وجرحي من ابناء وطنه!. ومن غير المعقول ونحن نحتفل بذكري شهداء محمد محمود ان نقدم مزيدا من الشهداء والجرحي الجدد بهذه الشكل الدموي والعدائي بين المتظاهرين والشرطة، ونذكر جميعا ان الاحداث الاولي في هذا الشارع كانت بسبب التعدي علي اهالي الشهداء . واحداث مجلس الوزراء كانت بسبب الاعتداء علي المعتصمين اما هذه الاحداث، فلا مبرر لها سوي ضرب الاستقرار واشاعة المزيد من الفوضي واللعب بالنار التي قد تأكل الاخضر واليابس وتجعل من ديمقراطية الثورة ديمقراطية ملطخة بدماء المصريين، فإذا كانت ديمقراطيتنا سوف تستمر بهذا الشكل الدموي فملعون ابوالديمقراطية وتحيا الدكتاتورية. ولا اسمع.. الاصوات التي تنادي باقتحام وزارة الداخلية، ولا سبب جوهريا للإصرار علي اشتعال الموقف واستمرار لعنف رغم قناعتي بأن المتهمين بالشغب ليس لديهم خلفية سياسية، ولا اصحاب قضية، ولا ينتمون الي الثوار!!. ودعوني اسأل وانتظر الاجابة: هل طبيعة الشعب المصري لا تنضبط الا بالشدة ولا تنساق الا بالكرباج، وهل هذا مرتبط بالجهل والامية والاوضاع الاقتصادية؟ ولماذا التعمد لتشويه الشرطة وتركيع رجالها؟ وهل يقف رجال الامن مكتوفي الايدي امام الاعتداء علي المنشآت والممتلكات العامة؟ ولماذا لا نلتزم اصلا بسلمية المظاهرات؟ ولمن يهمه امر هذا الوطن اقول لهم: انقذوا بلدكم من الخراب المتعمد، وتصدوا لمن يقف وراء المخربين حتي لا تصبح اراقة الدماء هدفا !. ولا اتكلم.. عن مصائب السكة الحديد! فلا اقالة وزير ولا الحكومة كلها يمكن ان تعوض موت اه طفلا دهسهم القطار وهم في طريقهم الي المدرسة.ورغم ان المزلقانات هي صمام الامان لحماية العابرين من المارة والسيارات، الا ان الاهمال هو المانشيت العريض لحال هذه المزلقانات. تصوروا ونحن وسط هذا التطور من العلم والتكنولوجيا مازلنا نغلق المزلقان بالاحبال والسلاسل والاسلاك وجذوع الاشجار!. ادهشني كلام رئيس الادارة المركزية لهندسة السكة الحديد حيث قال ان لدينا 3731 مزلقانا بحاجة الي تطوير وقد نفذنا تطوير 941 مزلقانا! ورغم ان الاعتمادات المالية المطلوبة متوافرة وتبلغ مليونين ونصف المليون جنيه الا ان عوائق التنفيذ تأتي من المحليات التي ترفض ازالة الاشغالات ومن الاوقاف التي لا تتعاون في ازالة المساجد والزوايا المتواجدة داخل حرم المزلقانات والري التي نطالبها بتوسيع الكباري علي النيل تناسب عرض المزلقانات ولا الداخلية التي ترفض اغلاق اي مزلقان عند التطوير حتي لا تحدث اختناقات مرورية. حسبي الله ونعم الوكيل!.