ماذا فعلت وزارة الداخلية مع الملازم محمد رأفت بسجن ترحيلات قنا الذي أجبر 8 متهمين علي »لعق« أحذية ضباط السجن وسكب الماء فوق رؤوسهم وضربهم ضربا مبرحا؟ اللواء صلاح مزيد مدير أمن قنا اعترف بأن الضابط حديث التخرج تمت إحالته الي محكمة تأديبية وصدر قرار بنقله الي الوادي الجديد؟ جريمة الضابط الصغير والعقاب الذي ناله يدلان علي ان وزارة الداخلية لم تتغير.. وأنها مازالت كما هي تنظر للمواطن بعين التعالي والغرور لان رجال الشرطة من »طينة« أخري غير باقي البشر! للأسف.. وزارة الداخلية لم تستوعب درس 25 يناير ومازال اغلب رجالها يناصبون الشعب العداء وهو ما ينذر بتكرار الماضي ودرس جديد سيكون أشد قسوة. يكفي الشعب ما فيه من غلاء للاسعار ومرارة العيشة.. فلا تجبروا هذا الشعب علي ثورة جديدة تأكل الاخضر واليابس. ويومها لن يفيد الندم يقول المثل: »لو بيت ابوك وقع.. خدلك منه قالب« هذا المثل الشعبي ينطبق علي حال مصر هذه الايام.. الاعتصامات والاضرابات في تزايد والمطالب الفئوية لا تتوقف.. الكل يأخذ قالبا من البيت المنهار.. ولكن اخطر ما في الامر أن هناك من يسعون للانفصال كما يحدث الان في سيناء. ارض الفيروز تشهد حالياً حربا ضروسا بحق.. ورغم التعتيم الاعلامي علي الاحداث هناك فإن الاخبار القادمة تؤكد ان سيناء التي ارتوت بدماء مئات الاف من شهدائنا ضاعت منا.. وأننا نحتاج الي عبور جديد لاستردادها! والاحداث في سيناء الحبيبة لها جذور تمتد لثلاثين عاماً من التعامل الخاطيء مع اهلها وكان علي رأس هذا التعامل الخاطيء العنف الامني مع الاهالي.. فالمواطن السيناوي عاش الاهانة طوال عهد المخلوع الذي اهتم بسرقة الارض لصالح رجال الاعمال حتي يأخذوا خيرها في جيوبهم والمواطن السيناوي الذي يتجرأ ويعترض يلقي الويل والعذاب والمهانة علي أيدي رجال الامن. العنف الامني قد يحمي النظام لفترة.. ولكنه بالتأكيد سيكون السبب الرئيسي في فناء النظام بأكمله غير مأسوف عليه.