مع مراعاة فروق التوقيت بين اقصي الغرب والشرق وما بينهما تنطلق اليوم، وتستمر لمدة اسبوعين، دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل تحت الشعار الأوليمبي : « الأسرع والأعلي والأقوي «. ومن المؤكد ان اهتمام الناس «بلا استثناء» بهذا الكرنفال الرياضي العالمي يأتي من رغبتهم الشديدة في التعرف علي القوة الكامنة الخفية التي حباها الله سبحانه وتعالي لخلقه ا،ولا شك ان المشاركة في الألعاب الأوليمبية هو منتهي الأمل لجميع الرياضيين في كل بقاع المعمورة، فما بالك لو نجحت في تسجيل انجاز مشرف لنفسك ولبلدك، فإنك في هذه الحالة تكون قد حققت المعادلة الصعبة لتجمع بين المكسب المادي الكبير والشهرة الطاغية والمجد خارج حدود المكان والزمان ! وقد بدأت مشاركة مصر في الدورات الأوليمبية اعتباراً من دورة استكهولم بالسويد 1912 بمشاركة رمزية لبطل السلاح احمد حسنين.. وعرفت مصر الطريق لمنصات التتويج في دورة امستردام بهولندا 1928 وفيها فاز سيد نصير بذهبية رفع الأثقال وإبراهيم مصطفي بذهبية المصارعة. كما فاز فريد سميكة بميداليتين في الغطس فضية السلم الثابت وبرونزية السلم المتحرك.. ثم كانت الدورة الأشهر للرياضيين المصريين في برلين 1936، وفيها لفت الرباعان خضر التوني وأنور مصباح نظر الزعيم الألماني ادولف هتلر خلال متابعته لفوزهما بذهبيتين في رفع الأثقال وأبدي اعجابه الشديد بها. كما فاز ثلاثة من زملائهما بفضية وبرونزيتين.. وعلي الطريق الأوليمبي كانت هناك ومضات خاطفة لها دلالة كبيرة منها ما قدمه البطل محمد رشوان في دورة لوس انجلوس 1984.. وكانت دورة اثينا 2004 من الدورات التي اعادت لنا بعض الفخار علي منصات التتويج التي شهدت عزف السلام الوطني المصري كتقليد متبع لكل من يفوز بميدالية ذهبية وكان ذلك عقب فوز كرم جابر بالميدالية الذهبية في المصارعة الرومانية.. كما فاز معه محمد علي بالفضية في الملاكمة وتبعه زميلاه احمد اسماعيل ومحمد السيد وفاز كل منهما بميدالية برونزية في الملاكمة وفاز تامر بيومي ببرونزية في التايكوندو.. وفي الدورة السابقة بلندن 2012 فاز المصريون بأربع ميداليات علي مرحلتين.. فضيتان في المرحلة الأولي لعلاء ابو القاسم في سلاح الشيش. وكرم جابر في المصارعة، وفي المرحلة الثانية وبعد سنوات ونتيجة لاستبعاد لاعبي ولاعبات روسيا وبيلاروسيا لثبوت تعاطيهم المنشطات فازت عبير عبد الرحمن بالفضية وطارق يحيي بالبرونزية في رفع الأثقال.. اما في الدورة الحالية فإني اري ان الفوز بخمس ميداليات متنوعة يعد انجازا جيداً للبعثة المصرية اذا تحقق نظراً لظروف استبعاد ايهاب عبد الرحمن بطل رمي الرمح بسبب المنشطات ومصطفي الجمل بطل الإطاحة بالمطرقة للإصابة وعموماً فإن آمالنا في ريو دي جانيرو لن تخرج عن رمضان درويش في الجودو وحسام بكر في الملاكمة وأحمد اكرم وفريدة عثمان في السباحة وعزمي محيلبة في رماية الاسكيت وهداية ملاك في التايكوندو وعمر الجزيري في الخماسي الحديث وعلاء ابو القاسم في سلاح الشيش وسارة سمير ومحمد ايهاب في رفع الأثقال وهيثم فهمي في المصارعة وعمر عصر في تنس الطاولة. «وللحديث بقية»