ليس من عادتي أن أتابع قضية نشرتها من قبل إلا إذا رأيت أنها تستحق المتابعة وقضية مثل مارينا ليست من القضايا التي يغض القلم الطرف عنها لأنها أول منتجع سياحي حكومي متكامل نجح في فتح شهية المستثمرين فضخ منصور عامر ومحمد الأمين استثماراتهما في إقامة درة الساحل « بورتو مارينا « ثم جولف مارينا في باطن الجبال الجيرية التي أصبحت جزءاً من الجبال الأوروبية.. وللحق كان لمنصور عامر الفضل في أن يضع مارينا علي خريطة السياحة العالمية بعد إقامته لأول مهرجان لسباق اليخوت الدولي فجذب أنظار العالم إلي هذا المنتجع.. الذي يؤسف له أن الحكومات التي تعاقبت علي حكم البلاد بعد ثورة يناير، تآمرت عَلِي تصفية « مارينا « ظنا منها أنه منتجع الوزراء، وكان مخطط الإخوان تطفيش سكانها وشراء وحداتهم السكنية بأبخس الأسعار.. الشهادة لله أن « مارينا « لم تسترد عافيتها إلا في ظل الحكم الرئاسي للرئيس السيسي الذي يثمن كل موقع سياحي فكان سببا في عودة الحياة إليها.. لم يكتف السيسي بذلك بل طلب من وزارة الإسكان الاستفادة بالمساحات الساحلية الملاصقة لها والتي قيل إنها كانت مخصصة للقوات المسلحة.. السيسي كذب هذه المقولة وطرحها للشعب لإقامة مدينة العالمين السياحية الجديدة بدون وحدات سكنية بغرض تنمية الساحل الشمالي طوال العام وسوف تكون مدينة مفتوحة تضم سلسلة من المطاعم والرياضات المائية والملاهي والألعاب الرياضية والترفيهية والأسواق العالمية.. أكيد أن مثل هذه المدينة سوف ترفع من قيمة جارتها منتجع مارينا.. - كان من الطبيعي بعد أن تسترد» مارينا « عافيتها ويكون لها أب شرعي يحميها من رجال «رامبو» الذي كان يفرض هيمنته علي إدارة مارينا بحجة أن الحكومة عايزة كده.. ظل رامبو أعواما لا يعترف بشرعية اتحاد الملاك فكان سببا في استقالة الرجل المهذب جدا المستشار رجائي عطية من رئاسة الاتحاد بعد المناورات وألاعيب الحكومة ممثلة في جهاز التعمير.. ويتشكل مجلس إدارة جديد لاتحاد الملاك لكن هذه المرة أشد وأقوي من سلفه إذ يرأسه الرجل المحنك محرم هلال.. وفوزه برئاسة الاتحاد كان صاعقة علي «رامبو» ورجاله لأن محرم هلال عضمته ناشفة لا يهمه «رامبو» ولا يهمه رجاله وهو كرئيس إدارة منتخب يعرف أن هذا البلد يحكمه حاكم واحد اسمه عبد الفتاح السيسي يحترم الشرعية ولا ينصب سلطانا علي الشعب.. - اخونا « رامبو « لم تهدأ أعصابه بعد أن ظهر في عضوية مجلس إدارة اتحاد الملاك شخصيات من الوزن الثقيل كالوزير حسن حميدة وعبد القادر فريد ود.أميمة إدريس.. ومحمد عبد الصمد وغيرهم من النخبة.. وكلهم متفقون مع محرم هلال علي سياسته فاضطر «رامبو» إلي أن يختار أقوي شخصية بين الأعضاء ويفتح حوارا مع عبد القادر فريد الذي اختاره مجلس إدارة الشركة لمنصب العضو المنتدب ورئيس الجهاز التنفيذي لمارينا.. فوجد من عبد القادر فريد رفضه لتدخلات رئيس جهاز التعمير ولنائبه المنزلاوي في أعمال شركة الإدارة وأنه كعضو منتدب لن يتنازل عن حقوق السكان.. وإذا برامبو يتحول إلي خصم شرس فيستخدم سبوبة إهدار المال العام لتخويف وزير الإسكان الدكتور مصطفي مدبولي حتي يبتعد عن طريق اتحاد الملاك.. فيشيع في هيئة المجتمعات العمرانية أنه هو الذي سجن الوزير محمد إبراهيم سليمان بتهمة إهدار المال العام مع أنه كان علي أيام إبراهيم سليمان « داخل الخندق» فالكل يعرف شخصية الوزير السابق وعنفوانه أيام ما كان يضرب «بالشالوت».. مع أن مصر لن تعوض رجلا مثله في الشجاعة والرجولة وقوة القرار.. يكفي أن بصمات إبراهيم سليمان ستظل علي صدر المدن الجديدة والمعمار الذي شهده التجمع الخامس وشارع التسعين.. ثم الطريق الدولي.. ومنتجع مارينا.. والمحاور قضت علي الاختناقات المرورية وكون أن يقع الرجل في حفرة قانونية يدفع ثمنها غاليا بالسجن ليس معناه أنه «حرامي».. بدليل أن الشرفاء هم الذين يحاكمون.. - طبعا رجل مثل الدكتور مصطفي مدبولي عالم في التخطيط العمراني وحاصل علي الدكتوراه.. لا ترهبه تهديدات «رامبو «.. بصماته علي أراضي المجتمعات العمرانية الجديدة فهو الذي رفع من قيمتها وهو الذي يأتي بالمال العام ولا يهدره.. ثم أن مصر كلها تشهد بنزاهة مصطفي مدبولي.. وكانت من مصلحة الدولة أن تبقي « مارينا « علي خريطة السياحة العالمية فالرجل لن يتخلي عن دعمه لشركة الإدارة ولن تكون هناك هيمنة لأحد في جهاز التعمير علي إدارة مارينا.. - كلمة أخيرة أهمس بها في أذن وزير الإسكان الدكتور مصطفي مدبولي.. هناك كارثة تنتظر سكان مارينا.. مواسير الصرف الصحي مهددة بالانفجار وقد تغرق « مارينا « في بحيرات من المجاري وأعتقد ساعتها سوف تتحدث الصحافة الأجنبية عن أكبر منتجع حكومي يعوم في المجاري.. والسبب الخلاف الذي بين جهاز التعمير في مارينا وشركة المياه والصرف الصحي.. ثم أين إيرادات تأجير الأرصفة والإعلانات.. لماذا لا يسوي الجهاز مستحقات شركة الصرف الصحي ويدفع لها نصف مليون جنيه مطلوبة فورا لإنقاذ مارينا؟.. .. مؤكد أنك يا سيادة الوزير لن تسكت علي هذه المهزلة.. ولن تنتظر أن تغطي رائحة المجاري الساحل الشمالي بسبب تعنت جهتين تابعتين لك.. فأنت الإنسان الذي يستطيع أن يكون صاحب قرار في هذه القضية..