غريب أمر ام الدنيا حقا. هل يصدق احد ان مصر علي مدار 7 آلاف سنة لم يعرف شعبها معني الرخاء ولو لسنة واحدة؟ مصر الدولة ليست فقيرة.. ولم تكن في يوم من الايام فقيرة.. ولكن خيرها دائما لحاكمها ولم يذهب خيرها ابدا لناسها. هل هذا الشعب مغضوب عليه لهذه الدرجة؟ لماذا لم يتمتع هذا الشعب بخير بلاده منذ عهد الفراعنة وحتي يومنا هذا؟ حتي ايام الملك فاروق عندما كانت مصر دائنة لاكبر قوة في العالم- بريطانيا العظمي- كان 95٪ من افراد الشعب من الحفاة والمعدومين! وحتي بعد ثورة 23 يوليو 1952 واعادة توزيع الثروات لم يتغير شئ وسرعان ما تم جر مصر لحروب استنزفت اموالها وارتمي شعبها كعادته في احضان الفقر المكتوب عليه. مصر التي ذكرها رب العزة في كتابه الكريم لم يشهد شعبها الرخاء ابدا.. لماذا؟ كل هذه الاسئلة جديرة بالتفكير فيها والبحث عن اجابة شافية. كل شعوب الدنيا تمر بمراحل فقر وغني إلا شعب مصر لم يعرف سوي الفقر والحاجة ومجتمعات ال 5٪ التي تتمتع بخيرات ارضنا الطيبة.. وكأن الفقر مكتوب علي جبين اغلبية الشعب المصري! ربما كان سبب هذا هو كثرة الغزاة الذين نهبوا كنوز الوطن.. ولكن هذه اجابة ليست شافية.. فمصر رغم نهبها طيلة 7 آلاف سنة مازال الخير فيها وبكثرة.. فمتي يعرف الشعب المصري معني الرخاء؟ يارب لم يعد امامنا الا ان نردد دعاء سيد الخلق يوم الطائف: اللهم اليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا علي الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربنا الي من تكلنا؟ الي بعيد يتجهمنا؟ ام الي عدو ملكته امرنا؟ ان لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ولكن عافيتك هي اوسع لنا نعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والآخرة من ان تنزل بنا غضبك او يحل علينا سخطك لك العتبي حتي ترضي ولا حول ولا قوة إلا بك.