قبل ساعات من لقائهما أمس استعادت بعض الجماهير الفرنسية ذكرياتها المؤلمة عندما فازت فرنسا علي ألمانيا في آخر مواجهة بينهما في 13 نوفمبرالماضي ولكن كرة القدم لم تكن الأولوية في تلك الأمسية. فبينما كانت المباراة جارية توجهت الأنظار إلي محيط الاستاد بدلا عن أرضية الملعب بعد سماع دوي انفجارات باريس الأرهابية واستمرت المباراة واضطر اللاعبون وقتها للانتظار لما بعد المباراة لمعرفة ماذا حدث. واضطر لاعبو المنتخب الألماني لقضاء الليلة داخل الاستاد قبل أن ينطلقوا نحو المطار فجرا. يأتي هذا في الوقت الذي أظهرت فيه نتائج استطلاع للرأي إلي أن غالبية الفرنسيين يعتقدون أن منتخب بلادهم سيتغلب علي نظيره الألماني في مباراة مارسيليا في نصف نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية يورو 2016. وأوضحت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد «إلاب»، أن 57% من الفرنسيين يعتقدون أن منتخب فرنسا الملقب ب(الديوك) سيتجاوز نظيره الألماني الملقب ب(المانشافت) إلي نهائي اليورو. وفي سياق متصل، كشف الاستطلاع الذي أجري لصالح قناة «بي إف إم تي في» الفرنسية، أن 37% فقط من الفرنسيين يعتقدون أن المنتخب الفرنسي سيفوز بالبطولة. وأظهرت النتائج أن هناك اتفاقا بين الفرنسيين علي أن فريقهم ترك انطباعا جيدا، إذ يري 80% ممن شملهم الاستطلاع أن اللاعبين متحفزون وأعرب 75% منهم عن اعتقادهم بأن اللاعبين قدموا صورة إيجابية عن فرنسا. ولا تنسي الجماهير الفرنسية مشهد فريقهم في كأس العالم 2014 عندما خسرت فرنسا (1-صفر) أمام ألمانيا في دور الثمانية بهدف سجله ماتس هوميلز بالرأس. وخلال المباراة سنحت للفرنسيين فرص لكنها انتهت عند سد منيع يدعي الحارس مانويل نوير الذي تصدي ببراعة لعدة هجمات، خاصة تلك التي شنها كريم بنزيمة من مدي قريب في الوقت القاتل. وخلال آخر 58 عاما انتهي سيناريو مواجهة فرنساوألمانيا في المباريات الرسمية بفوز أبطال منتخب الماكينات. ويأمل المنتخب الفرنسي في أن يكون لاعبوه في كامل جاهزيتهم لتغيير السيناريو في قبل نهائي بطولة أوروبا في مدينة مارسيليا. هي مباراة تاريخية بين منتخبين فازا فيما بينهما ببطولة أوروبا خمس مرات ثلاث منها لصالح الألمان سواء تحت مسمي ألمانياالغربية أو ألمانيا. ولكن الأمر المثير هو أنها المواجهة الأولي بينهما في البطولة. وكانت مبارياتهما الرسمية السابقة في كأس العالم قد شهدت معارك ملحمية. وكانت المباراة الأقسي بالنسبة لجماهير فرنسا والتي حفرت في الأذهان في قبل نهائي كأس العالم 1982 في اسبانيا والتي أقيمت في مدينة اشبيلية. وكانت هذه واحدة من أفضل مباريات كأس العالم علي مر العصور بمشاركة الفرنسيين ميشيل بلاتيني وجان تيجانا والألمانيين بيير ليتبارسكي وكارل هاينز رومنيجه والتي انتهي وقتها الأصلي بالتعادل بهدف لكل فريق. وسجل كل منتخب هدفين آخرين في الوقت الإضافي ليحتكما إلي ركلات ترجيح حسمت المواجهة لصالح ألمانيا 5-4. وتتذكر جماهير كرة القدم هذه المباراة بالواقعة الشهيرة عندما قفز حارس مرمي المنتخب الألماني «توني» شوماخر عاليا بينما كان المدافع الفرنسي باتريك باتيستون يحاول لعب الكرة. في المقابل عاني يواكيم لوف مدرب منتخب ألمانيا قبل اللقاء بسبب اضطراره إلي إجراء تغييرات داخل فريقه بسبب الإصابات والإيقاف. وسيغيب المهاجم ماريو جوميز، الذي سجل هدفين، قاد بهما أبطال العالم لقبل النهائي، عن باقي البطولة بسبب إصابته في عضلات الفخذ الخلفية، كما سيغيب لاعب الوسط المدافع سامي خضيرة بسبب إصابته في أعلي الفخذ. ويشكل قلب الدفاع ماتس هوميلز، ثالث أضلاع مثلث الغيابات بسبب الإيقاف، عقب تلقيه البطاقة الصفراء الثانية في مباراة دور ال 8 أمام إيطاليا التي حسمتها ألمانيا بركلات الترجيح. وتخوض ألمانيا الباحثة عن لقبها ال 4، في البطولة مباراة الغد تحت قيادة باستيان شفاينشتايجر، الذي تأكد تعافيه من الإصابة في أربطة الركبة. ويفاضل مدرب ألمانيا بين لاعبي الهجوم وتردد أنه يفكر في الدفع بماريو جوتزه مع توماس مولر رغم معاناة الثنائي مولر وجوتزه من تراجع مستواهما في هذه البطولة.