مع الهزائم المتلاحقة التي يلقونها، كان متوقعا أن يلجأ الدواعش إلي توسيع نطاق عملياتهم، وإلي توجيه الضربات العشوائية من خلاياهم المنتشرة هنا وهناك.. أملا في تخفيف الضغط علي قواعدهم في سوريا والعراق، أو اثباتا لوجودهم رغم ما يتلقونه من ضربات. لكن التوقع لم يصل إلي تصور أن يصل الجنون بهؤلاء الخوارج ليقتربوا بأذاهم إلي الحرم النبوي الشريف الذي حماه الله مما خططت له جماعة الشر، وحمي عباده الذين سعوا إلي موطن رسول الله في ختام أيام رمضان المباركة. منذ البداية قلنا ان هؤلاء الخوارج بلا دين يؤمنون به، ولا أخلاق تقودهم للطريق القويم، ولا أوطان يعتزون بالانتماء إليها. الآن تسقط آخر الأقنعة ويظهر للجميع وجههم الكئيب وأهدافهم المنحطة علي حقيقتها. هؤلاء الخوارج لم يطلقوا رصاصة واحدة علي عدد حقيقي. كانت مهمتهم من البداية- ومازالت - هي تدمير الأوطان العربية واختراق البلاد الإسلامية، كانوا من البداية- ومازالوا- مجرد عملاء حقراء في المؤامرة لاخضاع المنطقة للنفوذ الأجنبي وإعادة تقسيمها بعد اغراقها في الفوضي والحروب الأهلية والمذهبية. هؤلاء الخوارج «بمختلف الرايات الزائفة التي يرفعونها» هم الذين اقسموا أنهم «علي القدس رايحين شهداء بالملايين».. فإذا بهم يقيمون المذابح للأبرياء، ويدمرون أوطانا عربية، ويسيئون للإسلام والمسلمين بإرهابهم المنحط وعدائهم للإنسانية، ثم هاهم ينتهون بالجريمة التي لاتغتفر بالتفجير الانتحاري قرب الحرم النبوي الشريف. وتبقي الاسئلة التي لا ينبغي أن تظل مطلقا بلا اجابة هل مازال هناك من يتردد في اعلان الحرب الشاملة علي هذه العصابات الإرهابية؟ وهل هناك من سيظل يسوف في انشاء القوة العربية المشتركة لمواجهة الخطر؟ وهل هناك من سيظل من العرب والمسلمين أو من الاطراف الاجنبية- من سيظل يحاول اقناعنا بأن هناك ارهابا معتدلا يمكن التعامل معه، بينما من يقصدونهم هم أصل البلاء وأساس التطرف منذ استعادوا قبل اكثر من ثمانين عاما أسوأ ما تركه الخوارج علي مر العصور؟ وهل سنسمع مرة أخري من يتحدثون عن التصالح مع اعداء الله والوطن؟ حفظ الله مصر، وحمي الارض المقدسة من عدوان الخوارج، وأعان العرب علي التوحد في مواجهة الخطر. واعان المسلمين علي التخلص من احط الكائنات التي تتاجر بالدين، وتستبيح الدم الحرام، وتنتهك اقدس المقدسات. وكل عام وانتم بخير، ونور الإسلام يهزم خفافيش الظلام، وبركة الرسول الكريم تنشر الرحمة والسلام في نفوس البشر اجمعين.