في أحد أقدم شوارع مدينة الإسكندر الأكبر يطل مسجد النبي دانيال علي أكبر سوق لبيع الكتب المستعملة بالمدينة، ليظل شاهدا علي تاريخ وعظمة عروس البحر المتوسط..أسرار وألغاز أحاطت بذلك المسجد الذي يقع في شارع يحمل الاسم نفسه طالما شغلت أذهان أهل المدينة، أبرزها مزاعم دفن نبي يدعي دانيال ولقمان الحكيم في ضريحين أقيم حولهما مسجد، ولكن تبقي الحقيقة أن مسجد النبي دانيال شاهدا علي حضارة وعراقة مدينة الاسكندرية، حيث يبعد خطوات عن أقدم كنيسة في الشرق الأوسط وهي الكاتدرائية المرقسية وكذلك المعبد اليهودي، لتتمثل الديانات الثلاث في قلب المدينة. «الأخبار» قامت بزيارة خاصة للجامع الذي بدت بوابة ساحته الخارجية مائلة وبحاجة إلي الترميم ،أما في الداخل فينقسم إلي مصلي للرجال وآخر لصلاة النساء. وفي المواجهة كان باب الضريح الخشبي..أخذنا إليه خادم الضريح مطالبا بالنذور..وفي الداخل كانت حجرة مستطيلة شبه فارغة يتوسطها سلم خشبي طويل بعمق حوالي خمسة أمتار.. أما في الأسفل فقد بدا الموقع اشبه بكهف ،حيث تظهر عدة سراديب مظلمة هي عبارة عن صهاريج مياه أثرية اكتشفتها بعثة أجنبية..أما في المنتصف فكان الضريح الأول المخصص لدانيال يغطي التابوت مفارش باللون الأخضر بينما كتب بعدة أدعية بعدة لغات،بينما يجاوره ضريح آخر يعتقد انه للقمان الحكيم حسب اللوحة الموضوعة. ويقول حسام عبد الباسط، باحث في التاريخ والآثار ل «الأخبار» إن المسجد مدفون فيه الشيخ محمد دانيال الموصلي وهو أحد العارفين بالله،وليس نبيا، لافتًا إلي أن سر تلك المزاعم الخاطئة هو الإسرائيليات ومحاولة اليهود لاصطناع مواقع تاريخية لهم،ولفت عبد الباسط إلي أن دانيال الموصلي هو أحد شيوخ المذهب الشافعي وكان قد قدم إلي مدينة الإسكندرية في نهاية القرن الثامن الهجري واتخذ من مدينة الإسكندرية مكانا لتدريس أصول الدين وعلم الفرائض علي نهج الشافعية وظل بمدينة الإسكندرية حتي وفاته سنة 810 ه فدفن بالمسجد وأصبح ضريحه مزارا للناس وقد تم تسجيل الضريح كأثر في عام 2007 م. أمنية كُريم