ودعت مصر الشيخ سعد عبد الحميد، أحد أبرز رجال المقاومة في تاريخ سيناء، وأحد أبطال حربي الاستنزاف وأكتوبر، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 79 عاما، البطل «سعد» كان قد حصل علي نوط الامتياز من الطبقة الأولي من الرئيس الراحل أنور السادات، كما تم تكريمه بجائزة الأب المثالي علي مستوي محافظة شمال سيناء، ويحكي لنا ابن شقيقته ناصر العزازي بطولة خاله البطل سعد، ويقول لنا إنه قام بإخفاء جهاز لاسلكي في بيته لمدة خمسة أعوام من العام 1968 في أعقاب النكسة والاحتلال الاسرائيلي لأرض سيناء الغالية، وظل عنده حتي عام 1973الذي حدث فيه انتصار حرب أكتوبر، وكان الجهاز الوحيد في سيناء الذي يتم من خلاله إرسال الرسائل المشفرة عن تحركات العدو الإسرائيلي إلي المخابرات المصرية. ويقول ناصر: بدأ الشيخ سعد مشوار البطولة مع مجموعة كانت تقوم بعمل منشورات ضد إسرائيل، وزرع الألغام في طرق سير مركبات العدو الإسرائيلي، وبعدها استلم مع مجموعته أجهزة لاسلكي، وكان الإرسال يعمل بمواعيد محددة في اليوم، وتم بعد ذلك فتحه لمدة أربع وعشرين ساعة، وكانت مهمتهم جمع المعلومات عن طريق أشخاص يعملون مع المخابرات، ولم يكن هناك أحد يستطيع العمل علي جهاز اللاسلكي سوي المرحوم سعد وزميله عبد الحميد، وظل يعمل لمدة 5 أعوام، حتي قامت القوات باعتقاله بعد حرب أكتوبر وبالتحديد في 8 نوفمبر 1973 اثناء قيامهما بارسال تقرير للمخابرات المصرية حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وتعرضا إلي أقصي أنواع التعذيب، لكنهما لم يعترفا سوي ببرقية للقوات المسلحة كانت معهما تتضمن العمليات التي تم تنفيذها في 1973، أما العمليات الأخري من 1967 حتي 1973، فلم يعترفا بها لأنه لم يكن لديهم دليل عليها. ويقول ناصر إنه تم اطلاق سراح البطل سعد في صفقة مع إسرائيل حيث عاد إلي مصر عام 1974 مع 64 أسيرا مصريا في عملية تبادل أسري مع إسرائيل مقابل جاسوس خطير اسمه «باروخ»، وعاد من إسرائيل إلي القاهرة تحت حماية المخابرات، ولم يعد إلي سيناء إلا بعد معاهدة السلام.