الملك فىصل حرب أكتوبر أهم واكبر الحروب التي شاركت فيها الشعوب والحكومات والقادة العرب. وتعد الحرب العربية الاولي التي صنعت ملحمة التعاون العربي من البحرين وحتي مراكش. وسوف تظل مرسومة بحروف من نور في التاريخ العربي الشاهد علي الوحدة والتعاون الذي لم تشهده المنطقة من مئات السنين. ولن ينسي الشعب العربي هذه الايام بكل ما حملت من تضحيات وبذل دماء وشهداء ومواقف مشرفة في تاريخ الامة العربية بدأت المشاركة العربية مبكرة منذ انطلاق التعاون في الإعداد بين مصر وسوريا والاردن. وتم تكوين القيادة المشتركة والتي اشرفت علي الاعداد والتنسيق. وتم اختيار السادس من اكتوبر لكل الاعتبارات العسكرية والسياسية بين مصر وسوريا والاردن.وتصادف ان يكون السادس من اكتوبر يوم مولد الرئيس السوري السابق حافظ الاسد. وتراوحت المشاركات في الحرب للدول غير المجاورة لأرض المعركة مابين المشاركات الرمزية او المشاركات القوية الكبري. ولكن المؤكد انها كانت ملحمة عربية امتزج فيها الدم بالدم وتعانقت الارواح العربية فكانت النصرة الإلهية الكبري. وبدأت مشاركة الشعوب حيث تحولت الشوارع العربية في البحرين ومسقط وبيروت وبغداد وطرابلس والخرطوم وتونس والدار البيضاء الي مراكز للتبرع بالدم. وايضا التبرع بالمال مما صنع تلاحما شعبيا عربيا كبيرا. بطولة بومدين وكانت الجزائر من أوائل الدول العربية التي ساعدت مصر وشاركت بالفوج الثامن للمشاة الميكانيكية والذي ضم أكثر من 3 آلاف جندي وضابط وعشرات الدبابات والمدافع وأسراب الطائرات واتصل بومدين بالسادات مع بداية حرب أكتوبر وقال له إنه يضع كل إمكانات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فوراً باحتياجات مصر من الرجال والسلاح فقال السادات للرئيس الجزائري إن الجيش المصري في حاجة إلي المزيد من الدبابات وان السوفيت يرفضون تزويده بها وهو ما جعل بومدين يطير إلي الاتحاد السوفيتي ويبذل كل ما في وسعه بما في ذلك فتح حساب بنكي بالدولار لإقناع السوفيت بالتعجيل بإرسال السلاح إلي الجيشين المصري والسوري. وعندما طلب السوفيت مبالغ ضخمة أعطاهم بومدين شيكا "علي بياض" وقال لهم اكتبوا المبلغ الذي تريدونه. وهدد الروس بأنهم إذا لم يقدموا الدبابات او الطائرات المطلوبة فسوف يعود الي بلاده ويعلن الحقائق للشعوب العربية والعالم. ولم يغادر موسكو إلا وقد تم شحن الاسلحة والطائرات وقطع الغيار المطلوبة. اما السودان فقد أرسل اول كتيبة عربية شاركت في المعارك. وكان لها دور مهم في معركة رأس العش الشهيرة. وايضا ساهمت في حماية بورتوفيق. وظلت هذه الكتيبة حتي تم تطويرها الي ان وصلت الي لواء متكامل استمر في مصر حتي انتهاء المعارك. وقدمت السودان الشهداء والرجال الاوفياء تعبيرا عن الحب والترابط العربي والإخاء بين شعبي وادي النيل. ولا تنسي حرب اكتوبر الدور اليمني في هذه الحرب عندما تم الاتفاق مع اليمن علي اغلاق منطقة باب المندب في وجه الملاحة العسكرية الاسرائيلية فكانت احدي الضربات الموجعة التي حاصرت البحرية الاسرائيلية ومنعت عنها التواصل او الامدادات مع مصادر السلاح المهم لها. وكانت ليبيا حاضرة بشكل مميز رغم الحماقات السياسية للعقيد معمر القذافي. فقد تمثل الدعم الليبي لملحمة العبور بعدد 300 دبابة و21 طائرة ميج و54 طائرة ميراج ليكونوا سربين واحدا بطيارين مصريين وآخر بطيارين ليبيين - قطع غيار للطائرات- طائرات عمودية ولكن حسب بعض الروايات العسكرية ان الطائرات الليبية لم تشارك لان القذافي لم يعلم بموعد بدء الحرب ولكن المؤكد ان ليبيا كانت حاضرة بقوة. مشاركة العراق كما كان للعراق حضور قوي ومهم حيث زار رئيس أركان القوات المسلحة العراقية الفريق عبد الجبار شنشل العاصمة المصرية القاهرة لتبدأ بعد ذلك الطائرات العراقية بالتوافد إلي الجبهة المصرية.. وقد وضعت الحكومة العراقية سبعة ملايين جنيه استرليني في حساب باسم الحكومة المصرية في لندن لتتمكن الحكومة المصرية من شراء ما تحتاجه من معدات، كما ابلغت الحكومة المصرية بزيارة الرجل الثاني في الحكومة العراقية انذاك صدام حسين إلي فرنسا لشراء معدات عسكرية للجانب المصري ووصل من العراق السرب المقاتل التاسع والعشرون (طائرات هنتر) والسرب المقاتل السادس (طائرات هنتر) وبلغت مجموعات طائرات الهنتر العراقية التي إلي وصلت مصر 20 طائرة استقرت في مطار قويسنا بمحافظة المنوفية. وشاركت الطائرات العراقية في الضربة الأولي في 6 و7 أكتوبر وقامت الطائرات العراقية بمهاجمة العدو في مجموعات قتالية مكونة من 3 إلي 4 طائرات، وفي بعض الأحيان كانت الطائرات الهوكر هنتر تطير جنباً إلي جنب مع الطائرات الميج 17 المصرية وذلك ليسهل علي رجال الدفاع الجوي المصري التعرف عليها، لقد كانت مشاركة رائعة وقوية من العراق مع مصر وسوريا. لقد كانت حرب اكتوبر بحق لحظة تاريخية للعرب جسدت التعاون والإخاء بين الشعوب والدول والقادة .