عندما كان الدكتور هاشم فؤاد رحمه الله عميدا لكلية طب قصر العيني في بداية الثمانينيات وأثناء مروره في المستشفي الجامعي لمتابعة الأحوال هناك فوجئ بشخص ذي لحية طويلة يرتدي جلبابا أبيض يقوم بالكشف علي أحد المرضي. هرول الدكتور هاشم منزعجا إلي الشخص صاحب اللحية والجلباب لاعتقاده ان المرضي في المستشفي يقومون بالكشف علي بعضهم البعض وسأله: من أنت وماذا تفعل؟ فرد عليه صاحب اللحية الطويلة والجلباب الأبيض قائلا أنا الدكتور »فلان الفلاني«.. أعمل هنا وأقوم بمتابعة حالة هذا المريض اندهش الدكتور هاشم وعاد يسأل صاحب الجلباب الأبيض ولماذا ترتدي هذا الجلباب وتطلق لحيتك هكذا؟ وأجاب الطبيب الملتحي بفخر: جلبابي ولحيتي سنة عن رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم ابتسم الدكتور هاشم وعاد يسأل الطبيب الملتحي كيف حضرت إلي المستشفي اليوم؟ فأجابه الطبيب الملتحي: حضرت بسيارتي طبعا اتسعت الابتسامة فوق شفاه الدكتور هاشم فؤاد وهو يقول للطبيب الملتحي وهل كان الرسول يركب سيارة؟.. لماذا أغفلت سنة من سنن الرسول الكريم ولم تحضر إلي عملك راكبا الجمل أو الدابة؟ وبهت الطبيب صاحب الجلباب واللحية ولم يستطع الرد فاستطرد الدكتور هاشم قائلا يا بني لو كان الرسول صلي الله عليه وسلم يعيش في زماننا لارتدي أفخر وأنظف الثياب.. كان سيكون مثالا للتحضر والتمدن كما كان في عصره لا رمزا للتخلف والعودة للماضي. ... عندما وصف الله عز وجل رسولنا الحبيب محمداً في كتابه الكريم.. لم يقل له انك ذو لحية طويلة أو ذو جلباب جميل وإنما وصفه في سورة القلم: »وإنك لعلي خلق عظيم«.. صدق الله العظيم ان اتباع سنة الرسول الحبيب لا يكون بارتداء ملابسه والتشبه بهيئته.. وانما باتباع أخلاقه وسلوكه ورحمته في التعامل مع البشر حتي الكافر منهم هل وصلت الرسالة يا أصحاب العقول؟